بينما كشفت لجنة التحقيق الروسية عن هوية منفّذ الهجوم الإرهابي في مترو أنفاق سان بطرسبورغ، مؤكدة صحة معلومات قدمتها الاستخبارات القرغيزية بشأن المهاجم وهو مواطن قرغيزي من مواليد 1995، توازياً مع تأكيد موسكو أن هذا الهجوم الإرهابي يثبت ضرورة توحيد الجهود في مجال مكافحة الإرهاب، توالت ردود الفعل الدولية المتضامنة مع روسيا الأمر الذي يعكس التفاهم على وجوب توحيد الجهود في مكافحة الإرهاب وقد بدا لافتاً تأكيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على وجهة نظر مشتركة بضرورة محاربة الإرهاب، كما أجمع مجلس الأمن على إدانة هذه الجريمة الإرهابية.
وتفصيلاً نقلت وكالة «سبوتنيك» عن المتحدثة باسم لجنة التحقيق الروسية سفيلتانا بيترنكو قولها: إن منفذ التفجير الإرهابي هو أكبريون جاليلوف ويبلغ من العمر 22 عاماً وقد عثر الخبراء على آثار جينية تعود له على الحقيبة المتروكة في محطة بلوشاد فوستانيا والتي كانت بداخلها عبوة ناسفة.
وأشارت بيترنكو إلى أن مرتكب التفجير في مترو بطرسبورغ هو نفسه الشخص الذي ترك الحقيبة في محطة بلوشاد فوستانيا.
وكانت المتحدثة أفادت في وقت سابق بأن عبوة ناسفة تم تفجيرها بوساطة انتحاري عثر على أشلائه في العربة الثالثة من القطار وتعمل اللجنة من خلالها على التعرف إلى هويته.
في غضون ذلك أعلنت السلطات الأمنية في قرغيزستان أمس أن انتحارياً من مواطنيها هو منفذ التفجير الإرهابي في المترو في مدينة سان بطرسبورغ.
من جانبه أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن التضامن الذي شهدته روسيا بعد التفجير الإرهابي في مدينة سان بطرسبورغ ليس فقط من جانب حلفائها في رابطة الدول المستقلة بل من جميع دول العالم يعكس التفاهم على وجوب توحيد الجهود في مكافحة الإرهاب وعدم استخدام متطرفين مختلفين لبلوغ الأهداف الجيو-سياسية الضيقة.
وأضاف لافروف في مؤتمر صحفي مع نظيره القرغيزي إيرلان أبدالدايف في موسكو أمس: إن الإرهاب لا يعرف الجنسيات والحدود وإنه من غير المقبول أن يتم إيجاد أي صلة له مع أصول الناس أو ديانتهم لأنه جريمة ضد كل الإنسانية وجميع الديانات.
وحول ربط بعض وسائل الإعلام بين هذه الجريمة الإرهابية ومشاركة روسيا في مكافحة الإرهاب في سورية، قال لافروف: فيما يتعلق بما تم اقتباسه من الكلمات حول آراء بعض وسائل الإعلام بأن العمل الإرهابي انتقام من روسيا مقابل الأعمال العسكرية في سورية هو مراوغة وليس فقط خرافة من الوسائل الإعلامية لكن تم التعبير عن أفكار مشابهة من قبل بعض النشطاء والمسؤولين في «البنتاغون» عند إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما وهذا أمر لا يليق بالعمل السياسي.
وشدّد لافروف على أن الإرهاب يشكل خطراً على جميع الدول لذلك فإن مثل تلك المقاييس المزدوجة لن تكون موجودة وأن السياسيين سيتحملون جل المسؤولية بالوقت نفسه يجب على الصحفيين أن يتحملوا المسؤولية بعيداً عن الاعتماد على المصالح.
وكان لافروف قد أعرب في مستهل لقائه مع نظيره القرغيزي عن الامتنان للأصدقاء والحلفاء القرغيزيين بشأن إبداء التضامن بعد العمل الإرهابي البشع أمس الأول في سان بطرسبورغ، مضيفاً: أنا على قناعة بأن ذلك يؤكد لنا مرة أخرى ضرورة زيادة التعاون المشترك في مواجهة هذا الشر العالمي.
من جهته أدان وزير خارجية قرغيزيا العمل الإرهابي الهمجي، موضحاً أن لجنة الأمن القومي أكدت حسب المعلومات الأولية أن الانتحاري قرغيزي يحمل جنسية روسية.
كما أعلن المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف أمس أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عبر خلال الاتصال الهاتفي مع الرئيس فلاديمير بوتين إثر التفجير الإرهابي في مدينة سان بطرسبورغ عن وجهة نظر مشتركة بضرورة محاربة الإرهاب معاً.
ونقل موقع «روسيا اليوم» عن بيسكوف قوله للصحفيين: إن الرئيسين بوتين وترامب أشارا إلى أن الإرهاب شر يجب مكافحته معاً، لافتاً إلى أن الرئيسين اتفقا على مواصلة الاتصالات.
وأضاف بيسكوف: إن ترامب قدّم خلال الاتصال تعازيه العميقة لذوي ضحايا العملية الإرهابية الهمجية المرتكبة في مترو سان بطرسبورغ، مشيراً إلى أن ترامب طلب نقل كلمات الدعم إلى الشعب الروسي.
وكانت الرئاسة الأميركية قد أعلنت في وقت سابق أن ترامب أعرب لنظيره الروسي خلال الاتصال الهاتفي عن دعمه الكامل لروسيا إثر التفجير الذي استهدف مترو الأنفاق في مدينة سان بطرسبورغ الروسية، مشيرة إلى أن الرئيسين اتفقا على وجوب هزيمة الإرهاب بشكل نهائي وسريع.
ونقلت «أ.ف.ب» عن الرئاسة الأمريكية قولها في بيان: عن ترامب قدّم دعم الحكومة الأمريكية الكامل للرد الذي ستقوم به موسكو على الاعتداء الدموي في مترو سان بطرسبورغ وستساعد على ملاحقة المسؤولين عنه أمام القضاء.
على صعيد مواز أكد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية أن بلاده ملتزمة باستمرار التوجه الثابت في مكافحة الإرهاب، وقال: روسيا كالكثير من الدول الأخرى تقف في الجبهة الأمامية في مكافحة الإرهاب الدولي ولم تستطع أي دولة في العالم حتى الآن أن تنتصر على الإرهاب بمفردها، ومع ذلك يعرف الجميع جيداً المسار الملتزم الذي تتبعه روسيا في مكافحة الإرهاب كما يعرف الجميع ذلك النهج الملتزم والحازم الذي يتبعه الرئيس فلاديمير بوتين في قضايا مكافحة الإرهاب.
وحول التفجير الإرهابي اعتبر بيسكوف أن حقيقة وقوع مثل هذا العمل الإرهابي أثناء وجود الرئيس بوتين في سان بطرسبورغ تدعو للتفكير وتلفت الانتباه، مشيراً إلى أن التحقيق في هذه المسألة يقع على عاتق الأجهزة الأمنية الروسية.
كما أدان مجلس الأمن بشدة الاعتداء الإرهابي الهمجي والجبان، ودعا المجلس في بيان صدر بإجماع أعضائه الـ15 إلى محاكمة المسؤولين عن هذا التفجير الإرهابي.
من جهتها أصدرت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هالي التي تتولى بلادها الرئاسة الدورية للمجلس بياناً منفصلاً قالت فيه: إن المشاهد  المروعة بعد تفجير سان بطرسبورغ تقطر القلب، وأضافت: يمكنكم أن تكونوا على يقين بأن الولايات المتحدة سوف تقف مع روسيا لإلحاق الهزيمة بهؤلاء المتطرفين الذين يواصلون بشكل عبثي مهاجمة أناس أبرياء.
كما أدان الرئيس الصيني شي جين بينغ التفجير الإرهابي في مترو الأنفاق بمدينة سان بطرسبورغ.
وقال جين بينغ في برقية تعزية وجهها إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونقلها التلفزيون الرسمي الصيني أمس: نيابة عن الحكومة الصينية والشعب الصيني ومني شخصياً أعبر عن حزني العميق لسقوط قتلى وأعزي أسر الضحايا والمصابين، معرباً عن وقوف الشعب الصيني بحزم مع الشعب الروسي في هذه اللحظة الصعبة.
وأكد شي جين بينغ إدانة الصين بحزم لهذه العملية الإرهابية ورفضها الإرهاب بشتى أشكاله.
وفي طهران ندّد الرئيس الإيراني حسن روحاني بشدة بالتفجير الإرهابي الذي استهدف محطة مترو الأنفاق بمدينة سان بطرسبورغ.
وأعرب روحاني في برقية وجّهها إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين أمس عن بالغ مواساته والشعب الإيراني بضحايا التفجير الإرهابي وتمنياته للجرحى بالشفاء العاجل.
ولفت روحاني إلى محادثاته الأخيرة في موسكو مع نظيره الروسي والتي تمت الإشارة فيها إلى أن اقتلاع جذور جميع أساليب الإرهاب مهما كانت بواعثه يتطلب جهوداً شاملة من المجتمع الدولي وكذلك التعاون الواسع بين جميع الدول لمجابهة الأسس الفكرية لهذه المجموعات الإرهابية وداعميها.
وأكد روحاني استعداد إيران لأي تعاون مع الحكومة الروسية في هذا المجال.
بدورها نقلت وكالة «كيودو» اليابانية عن رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي قوله في برقية تعزية إلى بوتين إن الإرهاب مرفوض تماماً وفي هذه المحنة الصعبة تقف اليابان إلى جانب الرئيس بوتين والشعب الروسي. كما أدان وزير الخارجية الياباني فوميو كيشيدا التفجير الإرهابي.
كذلك أدان رئيس الوزراء الإيطالي باولو جينتيلوني التفجير الإرهابي، مبدياً التضامن مع روسيا حكومة وشعباً.
ونقلت وكالة «آكي» الإيطالية للأنباء عن جينتيلوني قوله في تغريدة على موقع «تويتر» إنه يشعر بالاستياء حيال الهجوم في المترو ويعرب عن تعازيه لأسر الضحايا وتضامنه مع روسيا حكومة وشعباً.
بدورها عبرت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني في مؤتمر صحفي أمس الأول عن تعازيها للشعب الروسي وأسر ضحايا التفجير الإرهابي، وقالت: إن جميع دول الاتحاد تشاطر الروس الشعور بالصدمة.. ونحن نتابع المستجدات وموقفنا سيتطور حسب ما نحصل عليه من معلومات.
وأدان الحزب الشيوعي التشيكي المورافي التفجير الإرهابي، مؤكداً أنه عمل إرهابي غادر وجريمة بغيضة، مؤكداً أن من قام بهذا العمل يريد إثارة الفوضى وزرع الخوف بين السكان الآمنين.
من جهته عبر وزير الخارجية التشيكي لوبومير زاؤراليك على شبكة «تويتر» عن مواساته الصادقة لأسر الضحايا، معرباً عن أمله بالشفاء العاجل للجرحى.
بدوره أكد بطريرك موسكو وسائر عموم روسيا البطريرك كيريل أن التفجير الإرهابي لا يعد تحدياً للسلطات الروسية وهيئاتها الأمنية فقط بل هو تحد لكل الشعب الروسي.
وفي المواقف العربية المندّدة بالتفجير الإرهابي، أدانت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية بأشد العبارات هذا التفجير الإرهابي، وقالت الوزارة في بيان لها أمس: إن هذا الهجوم الإرهابي المدان الذي يحاول النيل من الاستقرار العالمي يثبت مرة أخرى مدى خطورة الإرهاب الذي يتهدد العالم بأسره ويؤكد ضرورة التعاون الدولي الوثيق وإيجاد استراتيجية متكاملة لمكافحته واجتثاثه والقضاء على منابعه واستئصال فكره المتطرف.
كما أدانت وزارة الخارجية العراقية أمس التفجير الإرهابي، مؤكدة ضرورة تنسيق الجهود الدولية للقضاء على الجماعات المتطرفة التي باتت تستهدف الأبرياء أينما كانوا.
وأدانت تونس بشدة التفجير الإرهابي وعبّرت وزارة الشؤون الخارجية التونسية عن تضامن تونس مع الحكومة والشعب الروسي وتعاطفها مع أهالي الضحايا، مجدّدة التأكيد على ضرورة توحيد الجهود وتكثيف التنسيق والتعاون بين مكونات المجتمع الدولي بأسره بهدف التصدي لظاهرة الإرهاب المقيتة ودرء خطرها المتنامي على أمن شعوب العالم ومقدراتها.
وأدان وزير الخارجية اليمني هشام شرف عبدالله بأشد العبارات التفجير الإرهابي، وأكد عبدالله في برقية تعزية بعثها إلى نظيره الروسي سيرغي لافروف أن استهداف أماكن تجمع المدنيين يخالف كل التعاليم الدينية والأخلاق والأعراف والقيم الإنسانية والمواثيق الدولية، مبيناً أن الإرهاب بكل أشكاله وصوره يمثل أحد أخطر التهديدات على السلم والأمن الدوليين.
وأدان تجمّع العلماء المسلمين وجبهة العمل الإسلامي في لبنان في بيانين صدرا عنهما التفجير الإرهابي في روسيا.