سيمفونية “الكيماوي”!
افتتاحية الثورة – بقلم رئيس التحرير أحمد حمادة
من اللافت للنظر أن جعبة المسؤولين الغربيين عندما تفلس من الأوراق التي يلعبون بها على طاولة الأزمات والحروب نجد حامليها يعودون إلى دفاترهم العتيقة المهترئة، علّهم يجدون سطوراً فيها تنقذ ماء وجههم، أو يستثمرونها بصورة مغايرة، وكذا كان الحال الأميركي – في غير مكان من العالم – مع عناوين الدفاع عن حقوق الإنسان، والمساعدات الإنسانية، ومحاربة الديكتاتورية والإرهاب، ومعاقبة مستخدمي الأسلحة الكيماوية المزعومة، وغيرها من المصطلحات الخداعة البراقة.
فما استخدمته واشنطن في سورية والعراق وأفغانستان وغيرها تستنسخه اليوم في أوكرانيا، ومن عناوين الاستخدام إياه التحضير لاتهام الجيش الروسي باستخدام الكيماوي ضد المواطنين الأوكرانيين، تماماً كما قامت هي وذراعها الإرهابي “الخوذ البيضاء” بإنتاج مسرحيات عديدة في سورية، في محاولة منهما لاتهام الدولة السورية، والتمهيد لشن العدوان عليها.
فالحملة الإعلامية الغربية ضد روسيا هي ذاتها التي شنت على سورية، بمفرداتها ومصطلحاتها وخطواتها، ومنها مفردات “الكيماوي” عينها، من نشر المعلومات المضللة، إلى الادعاءات والصور والفيديوهات المفبركة، مروراً بمسرحيات استخدام الأسلحة الكيماوية، فالسي آي إيه تحضّر تلك الأفلام في أوكرانيا اليوم، وتسرب مقدماتها، كمقدمة أولية للجوء إلى سلاح العقوبات ضد موسكو وحصارها وفرض الإجراءات الاقتصادية التي تنتهك مبادئ القانون الدولي وأحكام ميثاق الأمم المتحدة، ولا تخدم إلا زيادة الأوضاع سوءاً وتعقيداً والإضرار بشعب أوكرانيا قبل غيره.
مسرحيات “الكيماوي” الغربية التي تتحضر اليوم هي لصبِّ الزيت على الأزمة الأوكرانية، وتعقيد مشهد الحرب هناك، كي تضمن واشنطن تنفيذ أطماعها ومخططاتها، وعلى رأسها ضم أوكرانيا إلى حلف “الناتو” كي يكون رأس الحربة الغربية في تطويق روسيا، وتترافق هذه المسرحيات عادة مع إطلاق مسؤولي البيت الأبيض والخارجية الأميركية التصريحات الطنانة حول حقوق الإنسان، وتطبيق قرارات الشرعية الدولية، وتباكي بايدن على الحريات متجاهلاً دوس بلاده على كل القرارات الدولية وانتهاكها للحريات وحقوق الإنسان ضد المواطنين الأميركيين قبل غيرهم.
خلاصة القول: إنتاج الأكاذيب الغربية حول استخدام “الكيماوي” من الدولة السورية، ومواصلة الإعلام الغربي التضليلي العزف على السيمفونية ذاتها في أوكرانيا اليوم، لا يدل إلا على إفلاس واشنطن والعواصم التي تأتمر بأوامرها، وبحثها عن أوراق مهترئة تتاجر بها من جديد!.