انتقد الصحفي الأمريكي ستيفان كينزر موجة الاتهامات والحملات العدائية الهستيرية التي اطلقتها إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته باراك أوباما والمسؤولون الأمريكيون ضد روسيا حول التدخل الروسي المزعوم في الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة معتبرا أن اصابع الاتهام الموجهة ضد موسكو يجب ان توجه إلى الحكومات الأمريكية المتعاقبة التي لديها تاريخ حافل بالتدخل في الانتخابات الرئاسية للدول الاخرى على مدار أكثر من قرن.
واتهمت ادارة أوباما روسيا بالوقوف وراء عمليات قرصنة لخوادم الحزب الديمقراطى بهدف مساعدة ترامب للفوز على منافسته هيلارى كلينتون فى الانتخابات التى جرت فى تشرين الثانى الماضى دون أن تقدم أى دليل ملموس على كل ذلك وهو ما نفته روسيا.
وفي مقال نشرته صحيفة بوسطن غلوب الامريكية قال كينزر إن “واشنطن تبدو في حالة مروعة مع تنافس أعضاء الكونغرس فيها على تشويه صورة روسيا وشيطنتها بسبب تدخلها المفترض في الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة”.
واشار كينزر إلى أن تصريحات بعض المسؤولين الامريكيين بشان خطورة التدخل في الانتخابات الرئاسية هي “تصريحات منافقة كان من السهل ابتلاع وهضم هذه الموجة من السخط الأمريكي فيما لو لم يشهد للولايات المتحدة الأمريكية تاريخها الحافل في التدخل بانتخابات الدول الأخرى”.
وأوضح كينزر أن الرؤساء الأمريكيين “استخدموا على مدار اكثر من قرن من الزمن مجموعة متنوعة من أدوات التأثير على الانتخابات في البلدان الأخرى منها اختيار المرشحين والتوصية بهم وتزكيتهم وتمويل احزابهم ووضع الخطط والتصورات لحملاتهم الانتخابية ودفع الأموال لوسائل الإعلام في سبيل دعمهم وتهديد او التخلص من كل منافسيهم”.
وساق كينزر عددا من الأمثلة على التدخل الامريكي في شؤون دول أخرى وفي انتخاباتها الرئاسية فذكر على سبيل المثال لا الحصر التدخل في الانتخابات الرئاسية في ايطاليا خلال الحرب الباردة وفي فيتنام وتشيلي ونيكاراغوا وغيرها مشيرا الى ان مسألة التدخل هذه كانت من اهم الاولويات بالنسبة للاستخبارات الامريكية.
ولفت كينزر إلى أن اوكرانيا تعتبر احدث التدخلات الامريكية في الشؤون السياسية للدول الأخرى حيث دعمت الولايات المتحدة الانقلاب الدموي ضد الحكومة الشرعية في هذا البلد عام 2014 وادخلته في أزمة ما زالت مستمرة حتى الآن.
وخلص كينزر إلى القول إن “إدانة التدخل في الانتخابات الرئاسية للدول أمر معقول للغاية لكن صرخات النفاق التي تتردد اصداؤها حاليا في واشنطن ضد روسيا تتجاهل العديد من فصول التاريخ الامريكي”.