إذا كانت الفتنة أشد من القتل، فما توصيف القتل العمد بقصد الفتنة؟
هو كذلك حال الحراك الإرهابي الأخير لأذرع «داعش» ضد طهران، حيث كان الاعتداء الإرهابي المزدوج على مبنى البرلمان الإيراني وضريح الإمام الخميني، فعل قتل تعدّى حدود الفتنة ليصير نيّةً واضحةً لتطبيق مخرجات «قمة الرياض»، ولسان حال الجبير وقبله محمد بن سلمان يتوعدان بـ «المعاقبة» و«بنقل المعركة» إلى الداخل الإيراني ليكون الاعتداءان الإرهابيان ممهورين بـ«ختم سعودي»، وترجمة ضعيفة ومرتبكة وفاشلة لا تتعدى حدود التباهي بأن في الجسد الخليجي «عضلات».
السعودية التي تشهد اليوم ارتباكاً داخلياً، وهي تُعِد لمشروع توريث وسط شارع يعاني الأزمات، وهو المرهون لتنفيذ سياسة «السيد» ترامب، ليبقى قيد كرسيٍّ مرضي عليه من الإسرائيليين والأمريكان، وحرب اليمن وفواتير الارتهان استنزفت «بيت المال».. كل هذا وأكثر جعلها تتورط بحمق أكبر، وأدواتها تتبنى الاعتداءين الإرهابيين في طهران، ويهلل السعوديون للحرائق المشتعلة في كل مكان و«الفضل» يعود لـ «السيد» الأمريكي الذي يأمل وأذنابه في أن يكون الإرهاب أداة لـ «الإخضاع»..
وفي وجه ترّهات «داعش» الإرهابي ومموليه ومستخدميه تأتي تصريحات إيران التي ستشنُّ أكبر عملية جوية ضد هذا التنظيم التكفيري، وأن العدو سيواجه الردَّ الحازم مادام تطاول بفعل إرهابي على دولة لم تشهد هذا النوع من الإرهاب منذ أكثر من 17 عاماً، وهي القادرة على إحباط أي محاولة خارجية للمساس بالوضع الداخلي، ورد ما أصابها إلى مدن وشوارع الأعداء واقعاً ذاق طعمه الأمريكان.
الاعتداءات الإرهابية الأخيرة في طهران والتي تزامنت مع الأزمة القطرية ـ السعودية لخلق حالة استفزازية لإيران، تحاول السعودية من خلالها رسم «خريطة نفوذ» خليجية تبدؤها من قطر، قطر التي لا تختلف عنها إلا بكنية التنظيم الإرهابي الذي تموله وتسلّحه وتقدم له الغطاء السياسي والإعلامي، والتي دعمت الإرهاب في سورية وانتهكت القانون الدولي في ممارساتها الإجرامية بحق الشعب السوري، وقادت حملة ضده في «جامعة الدول العربية»، التي لا تحمل اليوم من اسمها أي نصيب، ها هي تتجرع الكأس نفسها التي شرب منها السوريون وتعاني الأزمات والحصار والمقاطعات.
وما خلاف السعودية وقطر إلا إعادة تدوير لتنظيمات الإرهاب، وخلاف على مشيخة لتكون لبني سعود الساحة الخليجية مفتوحة لقراراتهم وتطبيقاتهم، التي سيكون أولها التطبيع مع «إسرائيل» على أعين الممالك والإمارات من دون أي اعتراض، في حين مايسمى «أرض الخلافة» في سورية والعراق «على شفا حفرة من الانهيار» رغم «لمِّ الشمل» الذي بدأه الممولون وصانعو الإرهاب من خلال دمج قوى الإرهاب في المنطقة، ليسقط المشروع الوهابي تحت أقدام الجيش العربي السوري وقوات الحشد الشعبي العراقي الذين حققوا أعظم إنجاز.