أحيت وحدات الجيش والقوات المسلحة، أمس، الذكرى الرابعة والخمسين لثورة الثامن من آذار، وتحدّث القادة في هذه المناسبة عن معاني ودلالات الثورة والإنجازات الوطنية والقومية التي حققتها، وفي مقدمتها انتصارات حرب تشرين التحريرية ورسوخ نهج المقاومة فكراً وعملاً، والذي رسم معالم طريق النضال ضد أعداء الأمة.
وأشار القادة في كلماتهم إلى أن قواتنا المسلحة الباسلة هي اليوم أكثر عزماً وتصميماً على محاربة التنظيمات الإرهابية وإفشال مشاريع ومخططات رعاتها، مؤكدين العزم على استمرار مسيرة البطولة والتضحية لجيشنا الباسل بالتلاحم مع شعبه وقيادته حتى إعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع الوطن.
وبهذه المناسبة أقيمت العروض العسكرية والرياضية وتمّ تنفيذ عروض قتالية بمختلف أنواع الأسلحة في عدد من القطعات والثكنات العسكرية إضافة إلى إجراء مراسم تقديم دورة الصف المستجد إلى العلم في المنشآت التعليمية.
زيارة ضريح القائد المؤسس حافظ الأسد
وفي اللاذقية، “مروان حويجة”، زارت وفود رسمية وشعبية، بهذه المناسبة، ضريح القائد المؤسس حافظ الأسد في مدينة القرداحة ووضعوا أكاليل الزهور على الضريح وقرؤوا الفاتحة على روحه الطاهرة.
واستذكرت الوفود بهذه المناسبة الإنجازات التاريخية لثورة آذار المجيدة التي شكّلت مفصلاً مهماً في تاريخ سورية الحديث، مشددة على أن ما تتعرّض له سورية من حرب إرهابية منذ نحو ست سنوات يشكّل حلقة في سلسلة المؤامرات التي تستهدف النيل من وحدة ترابها وشعبها، وأكدت أن تلاحم الشعب السوري والتفافه حول قيادته وجيشه ووقوف الحلفاء مع سورية أفشل هذه المؤامرات وأن الانتصارات التي يحققها جيشنا الباسل على اتساع الأرض السورية ونجاح المصالحات المحلية يبشر بقرب انتهاء الأزمة وعودة سورية إلى قوتها ومنعتها.
وقفة في بقعاثا المحتلة
وفي الجولان العربي السوري المحتل أقيمت وقفة في قرية بقعاثا، جدد خلالها أهلنا في الجولان تمسّكهم بالهوية العربية السورية وانتماءهم لوطنهم الأم سورية، معربين عن ثقتهم المطلقة بتحرير كامل أراضينا المحتلة بهمة أبطال الجيش والقوات المسلحة الباسلة وقيادة السيد الرئيس بشار الأسد، ربان سورية نحو شاطئ الأمان، وأكدوا في بيان أن أبناء الجولان لم ولن يضلوا الطريق الوطني المشرّف الذي خطه الآباء والأجداد بدمائهم الطاهرة، وأن ربيع آذار سيزهر نصراً على الصهاينة والإرهاب، لافتين إلى أن شمس قاسيون ستشرق على ربوع الجولان معلنة بداية أمل جديد بتحرير كل شبر من أرضنا المحتلة.
تكريم أمهات الشهداء في حلب
وفي حلب “معن الغادري-عمار العزو” أقام فرع الاتحاد العام النسائي حفل استقبال تمّ خلاله تكريم العديد من أمهات وذوي الشهداء، وتخلل الاحتفال الإعلان عن بدء افتتاح المعهد العربي للموسيقا للطفولة المبكرة، كما قدّمت فرقة الأطفال الموسيقية عدداً من اللوحات الغنائية التي تعبّر عن حب الوطن وعن تراث وأصالة حلب.
كما أقيمت ندوة أكد خلالها الباحث حسن عاصي الشيخ على ضرورة الحفاظ على منجزات ومكتسبات ثورة الثامن من آذار من خلال تعميق ثقافة المقاومة ونشر الوعي والفكر التنويري والتصدي للفكر الإرهابي التكفيري الظلامي، ولفت، خلال الندوة التي أقامها مكتب الإعداد والثقافة والإعلام في فرع حلب للحزب، إلى أن المعركة الأكثر أهمية التي تواجهنا اليوم هي إعادة الاعمار والبناء وتحديث وتطوير المناهج التربوية والخطاب الديني والانتقال من الخطاب التبشيري الوعظي والإرشادي إلى الخطاب المعرفي وتعميق القيم والمبادئ والابجديات التي ارتكزت عليها ثورة آذار.
من جانبه أكد الرفيق أمين فرع حلب للحزب فاضل نجار أن ثورة الثامن من آذار المجيدة التي فجرتها قواعد حزبنا العظيم خلقت مرحلة جديدة في تاريخ سورية وجعلتها من أهم دول محور المقاومة ووقفت سداً منيعاً في وجه المشاريع الاستعمارية في المنطقة، لافتا إلى أن انتصارات الجيش العربي السوري والقوات الحليفة على مساحة الوطن تؤكد صوابية ثورة آذار والحركة التصحيحية ورؤية حزب البعث في مواجهة الحرب الكونية التي تشن على سورية.
احتفال جماهيري في جامعة دمشق
وفي دمشق “فداء شاهين”، كرّم فرع جامعة دمشق للحزب عدداً من ذوي شهداء الجامعة، وبيّن الرفيق أمين فرع الجامعة الدكتور خالد الحلبوني أن الاحتفالات السنوية بذكرى الثورة تميّزت بالتزامن مع انتصارات جيشنا الباسل بتحرير مدينة تدمر من أيدي القتلة الإرهابيين التكفيريين، أعداء الحضارة الذين لا يقيمون وزناً لأي شيء سوى تنفيذ مخططاتهم الحاقدة.
واعتبر الرفيق الحلبوني أن ثورة آذار شكلت منعطفاً رئيساً في تاريخ سورية وخطوة مهمة فتحت أمامها آفاق المستقبل نحو تحقيق الأهداف الكبرى، مبيناً أن الثورة ازدادت ألقاً واتساعاً بعد قيام الحركة التصحيحية المجيدة، حيث باتت أكثر اندماجاً بقضايا الوطن والأمة، حيث خاضت سورية حرب تشرين التحريرية المجيدة وألحقت الهزيمة بالعدو الإسرائيلي محطمة أسطورته، كما تمكّنت من بناء التضامن العربي وجمع العرب على قاعدة هذا التضامن الذي لابد منه للنهوض بواقع الأمة العربية.
كما أقيم معرض في كلية الهندسة المعمارية يتضمن أبرز الأعمال الفنية والتصميمات الهندسية لطلاب الكلية، وأشار رئيس جامعة دمشق الدكتور محمد حسان الكردي إلى أن ريع المعرض سيذهب إلى صندوق شهداء جامعة دمشق حيث من الممكن بيع اللوحات الموجودة في المعرض بمبالغ رمزية تعود للصندوق ما يسهم في دعم أسر الشهداء، فيما أوضح رئيس مكتب الشهداء في فرع الجامعة المهندس أيهم حوراني أن المعرض هو الثاني لطلاب كلية الهندسة المعمارية ويعود ريعه لدعم أسر الشهداء فيما تقوم كليات أخرى بمجموعة من الأعمال منها كلية الزراعة التي زرعت أكثر من 120 دونماً من أرضها بمواد زراعية ستباع ويعود ريعها لصالح صندوق الشهداء في الجامعة، معتبراً أن هذا أقل ما يمكن تقديمه وفعله من أجل الشهداء.