القراءة.. البوصلة نحو الطريق الأفضل

 

جُمان بركات:

قول المؤرّخ البريطاني ديكسون: “ليس ثمّة سفينة كالكتاب، تنقلنا بعيداً بعيداً”، هو الوحيد القادر على تجسيد الحياة، وكما يقال “وراء كل كتاب فكرة ووراء كل فكرة خطوة للأمام”، هو غذاء العقل والروح يجعل القارئ ينمو سنتيمتراً كل يوم، وكأنه شجرة، فهل قراءة كتاب قادرة بالفعل على تغيير الشخص من سلبي إلى إيجابي؟.
توجّهنا بالسؤال لفئة الشباب، كانت البداية مع مروة التي قالت: “رغم الكآبة التي أصابتني بعد قراءتي لرواية “يسمعون حسسيها” لكنني استفدت كثيراً منها”، ويرى مجد أن القراءة علّمته أنه مهما طال الظلم سينتصر الحق بالتأكيد، فيقول: تعلمت ألا أفقد الأمل بشيء حتى لو كانت جميع الأبواب مغلقة”، وأثّرت القراءة بشخصية الشاب باسل فقال: “تعلمت من الكتب والروايات عدم الحكم على الأشياء من المظاهر، والصبر والقوة، وألا أستسلم للظروف الصعبة نهائياً، وقد أشعرتني أن المشكلات الكبيرة يمكن أن تتحوّل بسهولة إلى أشياء تافهة”.
وترى الطالبة سلاف أن مضمون الرواية أو الكتاب هو الذي يلعب الدور فتقول: “يقال كنْ إلى جانب المتفائلين يعطوك طاقة إيجابية، والكتاب أيضاً يعطي طاقة إيجابية”. وبرأي عامر فإن القصة ليست في انعكاس الأثر بين سلبي أو إيجابي، مثلاً إذا كان الشخص يملك وقت فراغ كبيراً سيتذكر الأشياء المأساوية، أما عندما يقرأ سيدخل عوالم جديدة ويحلم كثيراً وتكبر أحلامه وطموحاته، وسيعرف أن الآتي أحلى وأجمل، ويضيف: الكتب تنمّي الذاكرة وتُكسب معلومات قيمة. وبكل صدق وشفافية يقول غسان: “القراءة تجعل الإنسان متعجرفاً، ويصبح “واو وياي”، وكل من حوله لا يفهمونه، وكأنه هو الشخص الفهيم الوحيد في هذا العالم”. وتشاركه الرأي صديقته رشا فتقول عن القراءة: “تصبح الأشياء الإيجابية مسخرة وكأنه كلام بلا أي معنى”، وترى سالي: “البيئة هي الأساس، أما القراءة فتلعب دوراً بسيطاً وفي بعض الأمور الصغيرة”. ومن جهتها تقول إلهام: “إن لم تكن هناك نيّة للتغيير لا يستطيع ألف كتاب أن يغيّر أي شخصية، وإن وجدت النيّة فهي تقلب حياة القارئ رأساً على عقب”.
بدورها ترى سلمى أن القراءة هي البوصلة للطريق الصحيح، وهناك الكثير من الأفكار السلبية تتحوّل إلى إيجابية، ومن يقرأ يؤمن بالتغيير، أما بيسان فتعشق الروايات البوليسية، إذ تقول: “أقرأ هذا النوع من الروايات لأتعلّم الاكتشاف وأكون دقيقة الملاحظة”، ويختم آرام بالقول: “القراءة تنمّي العقل، وتجعل الإنسان يفكر بشكل متوازن ومتأنٍ، والأهم هو الاختيار الصحيح في المواضيع، وقتها تنشط المخ وتغيّر المزاج، والإنسان الذي لا يقرأ لا يتعلّم أبداً، وهي قادرة على تحويل الأفكار من سلبية إلى إيجابية بالتأكيد”.

اخبار الاتحاد