منذ القديم والإنسان في سعي مستمر لتطوير نفسه عبر العصور بشكل تدريجي وإن كان ثمة اختلاف في ترتيب أولويات الاهتمام ، الهرم المقلوب هو استعارة يستعملها الصحفيون والكتاب ليبينوا وضع أهم معلومة في أول النص وعلى هذه القاعدة يمكن السؤال عن مدى النظر الى التعليم والاهتمام به وفقا لقاعدة الهرم بحيث يكون التركيز على المرحلة الأولى من التعليم والتي تشمل الأطفال ليكون مخزونهم العلمي هو الهدف وليس مجرد الحصول على الشهادتين الاعدادية والثانوية .
الاهتمام المنتج هو بالتركيز على المراحل الأولى من التعليم وهي قاعدة الهرم لأن التأسيس المتين هو الضمانة في كل المجالات كما هو الحال لتأسس أي برج أو بناء طابقي لأن ذلك يضمن بناء قاعدة قوية رصينة ونوجه كل طاقاتنا العلمية والثقافية لأطفالنا وهي قاعدة الهرم بحيث يكون موضوع التعليم في رأس قائمة الأولويات ووفق منهجية تعتمد على توعية التلاميذ منذ الصغر وتوجيههم توجيها صحيحا من خلال نخبة من الخبراء والأكاديميين المختصين في مجال التربية . وبذلك نبني إنسانا قويا مثقفا قادرا على حماية نفسه وحماية وطنه .
الوصول إلى النتائج الإيجابية ليس طريقا مفروشا دائما بالورود بل كثيرا ما تظهر صعوبات في تمكين التربية لتصل في نهاية الأمر إلى مرحلة التعليم المستمر ومن الطبيعي أن تواكب المناهج الدراسية التغُّيرات العلمية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية الحاصلة على المستوى الوطني وعلى المستويين الإقليمي والعالمي ولا يجوز أن يكون المنهاج هو منهاج شكلي ويبقى كما تمت صياغته من قبل المصممين والتربويين وإنما قابلا للتطوير بشكل مستمر وبما يواكب تطورات العصر .
وإذا لم يتحقق ذلك فإن حبل التواصل سينقطع وتتكون بالتالي ثغرة تأخذ في التوسع وقد يستفحل أمرها وتتسع على الواقع وتؤثر فيه وتبقى المؤسسات التعليمية بمستوياتها المختلفة تقدم نمطا محدودا من التربية لا يجاري المتغيرات في حين يتقدم المجتمع البشري في هذا العصر بسرعة فائقة بل إن المرء يجد نفسه في سباق متواصل مع التقدم التقني يبلغ في كثير من الأحيان حدّ التحدي ، وبذلك نبني إنسانا قويا ومثقفا وقادراً على حماية نفسه وحماية وطنه والإسهام الفعلي في البناء والتنمية .