وللخيانة.. إرادتها!

خالد الأشهب:

مشاهد الفيلم الاميركي الطويل تتوالى.. والأفلام الأميركية في المنطقة العربية دائماً كانت طويلة بسبب تعدد مراحل السيناريو وتوالي المخرجين وكثرة الممثلين الكومبارس، فبعد دق الإسفين الطائفي عميقاً وواسعاً وبعيداً حان وقت التصوير والتنفيذ!

“البراغماتية” المفيدة للطرفين كما وصفها دونالد ترامب أثناء لقائه الوزير الروسي لافروف وبحضور الثعلب العجوز هنري كيسنجر، هي أول مشاهد الحبكة في الفيلم الأميركي، وقد شهدنا حتى الآن بعضاً من هذه البراغماتية الترامبية مع البقرات الخليجيات حيث تسليم الحليب كاملاً في مقابل تسييج الحظيرة وتحصينها؟‏

ثاني مشاهد الفيلم إعادة ترتيب البيادق العربية والإسلامية على لوحة الشطرنج في قمة وزع الملك السعودي دعوات «الإحضار» إليها.. وطبعاً باستثناء إيران، وقد سبق لترامب وصفها بـ «التاريخية»، وستتقاطر البيادق قريباً ليؤمها الداعية المفوّه ترامب، ويوزع عليها قيادات ميمنة الغزوة الإيرانية الجديدة وميسرتها وقلب الهجوم؟‏

ثالث مشاهد الفيلم جائزة أميركية سخية تبلغ عشرة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات.. مجرد معلومات عن زعيم النصرة أبو محمد الجولاني.. إذ، ويا للسخرية، لا أميركا ولا حتى السيناتور الجمهوري جون مكين أو هيلاري كلينتون يعرفون شيئاً عن هذا الرجل السوبر، وهذا المشهد مستعار أو مكرر من النسخة الأفغانية وجائزة بن لادن التي لم يقبضها أحد ؟‏

دائماً، تنشأ السخرية المريرة من عمق الخديعة والكذب والتضليل كسخرية سايكس وبيكو، غير أن مرارة السخرية اليوم، ورغم الوضوح الكامل، إنما منشؤها الغباء من جهة وإرادة الخيانة من جهة أخرى!‏

 

اخبار الاتحاد