الإرهاب بحمايته العالمية

ديب علي حسن: الثورة

ليس خطأ في العنوان , ولا هو عنوان من ضرب الخيال ابدا , إنها الحقيقة التي يكابر الكثيرون بالاعتراف بها , الإرهاب بكل الوانه واشكاله وصنوفه صناعة عالمية محمية , تعقد الندوات والمؤتمرات وتنشغل مراكز الدراسات والبحث بشكل دائم لتجديد أشكاله والوانه,

والعمل على اعطائه المزيد من الزخم كلما كاد يلفظ انفاسه الاخيرة , تحت ضربات ومقاومة وصبر من يتعرض له, وهل من شعب أو دولة في العالم تعرض له أكثر من السوريين؟‏

وإذا ما أردنا ان نذهب في سياق الامر وتقديم الامثلة على ذلك , فلن نكون قادرين على الوقوف على آخر عمل ارهابي , او اسلوب , لأنه الفعل المتجدد دائما وابدا وبمباركة عالمية , نعم , مباركة عالمية , هل يمكن لعاقل في العالم مثلا : أن يصدق أن ترامب ومن معه في ادارته ومؤسسات الولايات المتحدة يمكن ان يكون في مهلكة بني سعود وكر تفريخ الارهاب , ومنبعه , وهو من يدعي أنه يعمل على محاربته؟!‏

هل يصدق عاقل أن ما جرى في مصر وغيرها إرهاب, وهو كذلك , وحرق الاطفال بحفلات شواء في سورية وبدعم وتمويل وتطبيل خليجي وغربي , ليس إرهابا؟‏

وهل منصات الفضاء التي تضخ ليلا نهارا الفكر الحاقد والفتن , ليست ادوات إرهاب ومع ذلك مازالت تعمل وتعمل وتفرخ المزيد من ألوان الحقد؟‏

هل يمكن لعاقل في العالم أن يصدق أن الطائرات الاميركية التي تدعي انها تحارب الارهاب وتقصف الاطفال وتدمر الجسور والبنية التحتية في سورية , وهم يتباهون انهم يعرفون ويرون ما تحت الارض , ومع ذلك لايرون ارتال الارهاب وفظائعه , وقس على ذلك الكثير من النفاق العالمي المهين لكل ما يسمى انجازات حضارية وانسانية وتشريعات وقوانين دولية , إن صحت التسمية, وهي ليست صحيحة إلا نظريا، أما عمليا فالامر لغايات في نفس يعقوب ومن أعد هذه المهزلة المسماة (قانون دولي) يتم تسخيره واختراقه ليكون سيفا مسلطا على رقاب من يقف بوجه الطغيان الوهابي والاميركي والصهيوني.‏

نفاق عالمي و لن يطول الوقت حتى يؤتي بالكوارث على الجميع , عندما تجتمع خمسون دولة على شيء اسمه نفاق وكذب وافتراء وتحاول قلب المعايير والمصطلحات , فلن يكون احد لا في الغرب ولا في الشرق بمنأى عما يزرع من شر , ولن تنفع المليارات التي قدمت كرشاوى , إنها رسائل نفاق عالمي , تقدم على الارض كل ساعة فعلا شريرا , ومع ذلك ظل الكثيرون في ركب النفاق.‏

لا حل جذريا لهذا الارهاب إلا باجتثاث جذوره من مكمن الشيطان في مهالك الرمال , ومن يدعمهم في العالم, ويجب ان يسجل التاريخ أن فعلا وحيدا لمواجهة هذا الارهاب يقوم به الشعب السوري ومن معه من حلفاء, ويحقق الانجازات التي على العالم ان يمهرها باسم السوريين وما قدموه.‏

 

اخبار الاتحاد