دمشق-سانا
يحفل تاريخ الأدب السوري بأسماء أنثوية أضاءت سماء التعبير الإنساني الراقي وقدمت لقراء العربية إبداعات خالدة بدءاً من مريانا مراش التي أسست الصالونات الأدبية وصولاً إلى مبدعات من ألفت الأدلبي وغادة السمان وكوليت الخوري وغيرهن.
واليوم في خضم الحرب على سورية والحصار الظالم تواصل الأديبات في بلدنا مسيرة الجدات والأمهات حيث رصدن أحداث الحرب وكتبن عن الجندي المقاوم وأم الشهيد والإنسان السوري الذي يواجه المحن بعزيمة لا تلين.
الإعلامية الأديبة بيانكا ماضية مؤلفة كتاب سليمان الحلبي أمينة التحرير للشؤون الثقافية والفنية في جريدة الجماهير بحلب منذ عام 2005 اعتبرت أن المرأة السورية عندما توجهت للأدب أخذت معها عاطفتها المتدفقة ودفأها وحنانها فانسكبت جميعا مع حروفها وقدمت إبداعاً فريداً من نوعه.
وتقول ماضية إن الأديبات السوريات كسرن بحق مقولة “لا إبداع نسائياً” مشيرة إلى أنهن يتصدرن المشهد الأدبي العربي برمته ودليل ذلك أنهن ينلن سنوياً جوائز ومراكز متقدمة في المسابقات التي تنظمها أقطار عربية.
وتابعت: على صعيد الشعر سنجد أسماء لشاعرات سوريات حلقن عالياً في فضاء القصيدة كأحلام غانم التي تحدت ظروفها وتعصب مجتمعها المحيط فأصدرت أكثر من عشر مجموعات وحصلت على جوائز دولية حيث تشير إلى أنها سعت لأن تكون النساء محور قصائدها وأن تنطق بلسان حالهن لأنهن مصدر كل حياة وملهمات كل حضارة كما في مجموعتها ومن الماء أنثى.
مؤلفة رواية امرأة لا تنكسر الأديبة نبوغ أسعد التي صورت من خلالها تفشي جرائم خطف النساء جراء الحرب وصمودهن بوجه أعتى الظروف رأت أن كتابة المرأة السورية عن الحرب في وطنها لها قيمة مضافة لأنها تكشف مقدار العذابات التي طالت الأسرة السورية من فقدان للرجل وتهجير وتشريد.
ومن الإعلاميات اللواتي قدمن إصدارات أدبية عكست واقع الحرب تمثل أمامنا تجربة رنيم الباشا حيث أوضحت أنها تعبر بالأدب عن ظواهر إنسانية عميقة لا يستطيع الإعلام مواكبتها لأنها تتطلب تفصيلا في شرح المشاعر ودواخل الإنسان حيث تمتلك المرأة برأيها في هذا الجانب مقدرة أكبر من التي عند الرجل لأنها أكثر تميزا في المعالجة العاطفية والتعبير عن العواطف.
ارتباط المرأة ببيئتها ومفرداتها وتفاصيلها الدقيقة يجعل منها باحثة ومبدعة حسب الدكتورة نجلاء الخضراء التي تكرس جل وقتها لتوثيق التراث الفلسطيني والعربي في وجه محاولات سرقته وتزويره وتعتبر أن عمل المرأة في هذا المجال نابع من وظيفتها البيولوجية كأم والاجتماعية كربة أسرة تنشئ الأجيال وتزودهم بالمثل والقيم والتربية الصالحة ومحبة الأوطان.
محمد خالد الخضر