منصة اتحاد الصحفيين العرب خندق آخر في المواجهة .! يونس خلف

 

يمكن النظر إلى قرار اتحاد الصحفيين العرب إنشاء منصة لكشف التضليل الإسرائيلي ودعوة  المؤسسات الإعلامية العربية إلى عدم استضافة مجرمي الحرب الإسرائيليين وخاصة من يحرضون على قتل الفلسطينيين خطوة متقدمة في  مواجهة موجة التضليل الإعلامي الذي تمارسه أغلب وسائل الإعلام الإسرائيلية والغربية ، وتأتي القيمة المضافة لهذه المنصة من عدة جوانب وفي مقدمتها  الحرص على  كشف الحقائق بدءاً بما يحدث في غزة والضفة الغربية  إضافة إلى قيام الاتحاد برصد   كل الإمكانيات المادية والبشرية لإنجاح المنصة التي يعتبرها قلب الدفاع عن أخلاقيات المهنة الصحفية.

ولعل الأمر يفتح المجال للجميع لتعزيز وتمتين خندق المواجهة ضد التضليل الإعلامي الذي أصبح صناعة الهدف منها الإثارة المتعمدة والخديعة والكذب بهدف الترويج للمواقف وتبرير العنف وخلق حالة من الفلتان الإعلامي عبر موجة التحريض الواسعة على المنابر الإعلامية الإسرائيلية  مستخدمة في ذلك كمّاً هائلاً من الادعاءات والأخبار الزائفة  والتي تلقفتها وسائل الإعلام الغربية وعملت على ترويج الخطاب ذاته  دون التحقق من صحته.

ولم يقف التزييف عند حد وسائل الإعلام بل تسرب ذلك الخطاب إلى ألسنة قادة وزعماء الدول الغربية حليفة إسرائيل  والذين رددوا في خطاباتهم الأخبار الزائفة نفسها التي لا تدعمها أي مصادر موثوقة.

على سبيل المثال خدعة قطع رؤوس أطفال إسرائيل وشائعة إتهام حركة جهاد بضرب مستشفى المعمداني بفلسطين وغيرها من شائعات روجتها وسائل إعلام غربية أثناء العدوان الاسرائيلي على غزة كشف خطورة التضليل الإعلامي خلال حرب غزة   فمنذ السابع من أكتوبر الجاري برزت الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة في تغطية محطات أخبار عالمية بأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية  لدعم المخططات الإسرائيلية والأمريكية  في المنطقة.

في غزة تقتل العائلات بأكملها وتدمر الأحياء فقد دمر العدو عشرات المنازل للصحفيين الذين يغطون الأحداث ليعودوا ويجدوا إن عائلاتهم قد استشهدت  وقام العدو بتدمير أكثر من خمسين مقراً لمؤسسات إعلامية في قطاع غزة و يستهدف العدو وسائل الإعلام في محاولة للتضليل وحرف الحقيقة عن مسارها الصحيح  . والمتتبع لما يحدث   في الحرب على غزة يتأكد تماما أن ما يحدث من تضليل ليس عبثا وإنما صناعة تُصرف عليها أموالا طائلة وفقا لخطط معدة مسبقا في إطار ممنهج من خلال خلق قصص وهمية  التحية لشهداء فلسطين ولمقاومتها والخزي والعار لجرائم العدو بحق شعبنا الفلسطيني  وتحية لكل صحافي يكتب بدمائه حكاية النصر المأمول .

اخبار الاتحاد