تأملات وتساؤلات في ملتقى رواد الأعمال ( سيرفكس ) .! يونس خلف

أتاحت لي دعوة الاستاذ خلف المشهداني مدير عام مجموعة مشهداني الدولية للمعارض والمؤتمرات  لحضور افتتاح  الدورة الثامنة من ملتقى رجال وسيدات الأعمال والشركات الخدمية (سيرفكس 2023)   تحت عنوان ( نلتقي لنرتقي  ) التأمل في ثلاث قضايا   :
الأولى : أنه منذ بداية الحرب على سورية كان العنوان الكبير هو أهمية تكاتف الجهود للحد قدر الإمكان من تأثير الحصار الاقتصادي على الواقع المعيشي للمواطنين، و أن الظروف تتطلب تحمل كافة مكونات المجتمع المسؤوليات الملقاة على عاتقها والتحلي بروح المبادرة ودعم الجهود الحكومية الرامية لتنشيط الأسواق  على قاعدة أن إدارة السوق المحلية هي مسؤولية مشتركة من الجهات الحكومية وجميع الفعاليات والمؤسسات ولا سيما غرف التجارة والصناعة  بهدف توفير المنتجات للمواطنين بالكميات والجودة والأسعار المناسبة.
و الثانية هي السعي الحكومي لتعزيز الشراكة مع قطاع رجال الأعمال وتوفير متطلبات توسيع نشاطاته  وتقديم الإجراءات اللازمة للوقوف على الصعوبات التي تعيق النشاط التجاري والعمل على تذليلها  لضمان تحقيق الغاية المرجوة منها في دعم النشاط التجاري.
وأن تكون الحكومة بصورة جميع المشكلات التي تواجه قطاع رجال الأعمال، لأنه بمقدار ما يتم زيادة حركة دوران رأس المال السوري وبمقدار ما يتم دعم المشاريع الصغيرة والمتناهية الصغر والمتوسطة بمقدار ما يؤثر ذلك بشكل ايجابي على قوة الليرة السورية
أما القضية الثالثة التي دفعتني للتأمل والشعور بوجود مبادرات وفعاليات وشخصيات وطنية كان لها دورها الواضح والمؤثر في التسابق مع الزمن ومواجهة التحديات كي تستمر الحياة في سورية بمختلف جوانبها رغم كل ما حدث خلال سنوات الحرب من قتل وتدمير واستهداف للبشر والحجر والمنشآت الاقتصادية ، ولعل المثال هنا من هذا الملتقى الذي يكتسب أهميته وخصوصيته الاستثنائية كونه الملتقى الوحيد للشركات الخدمية الذي يقدم منتجات فكرية وليست مادية ملموسة وهو أول ملتقى باختصاص خدمي تم إطلاقه بشكل فعّال ودولي منذ العام 2007 ولا يزال مستمراً في الحياة السورية رغم كل التحديات  ، وأكثر من ذلك اللافت أن القيمة المضافة له تنوع جنسيات الزائرين القادمين من دول عربية عدة من بينها العراق، تونس، الأردن الأمارات، عمان وبمشاركة 60 شركة متخصصة بخدمات الأعمال والاستثمار  .
هذا الشعور يدفعنا بالمقابل إلى التذكير بأهمية العمل على تنمية ودعم وتكريم هذه الجهود ورعايتها كي تستمر وتعمل على توسيع وتطوير دورها في التعريف بالفرص الاستثمارية والتعريف بأنشطة شركاتنا الوطنية المتنوعة، وقدرتها الفائقة في الشراكة مع شركاء جدد من الخارج وكسب الرهان الذي بدأ من اللحظات الأولى للحصار الجائر بأن    الحياة الاقتصادية السورية تبقى صامدة وأنها لم تتأثر مثلما كانت تتوقع الدول المحاصرة التي راهنت على انهيار الاقتصاد منتهكة كل الأعراف والقوانين الدولية .
وبالعودة إلى الملتقى وما يحتويه من تكنولوجيا عالية في علوم التسويق والإدارة وخبرات التنفيذ بجميع القطاعات وخدمات تبني وتطوير الأفكار وتحويلها لمنتج يطرح في الأسواق  بين  مدير عام مجموعة مشهداني الدولية للمعارض والمؤتمرات المنظمة للملتقى خلف مشهداني ذلك بالقول خلال المؤتمر الصحفي  أن الملتقى يهدف إلى تبادل الخبرات والمعرفة وإقامة شراكات تجارية ناجحة حيث يجتمع فيه رواد الأعمال والقادة العاملين في المجالات الخدمية، وتأتي أهميته لكونه الملتقى الوحيد للشركات الخدمية الذي يُقدم منتجات فكرية وليس مادية ملموسة  إضافة إلى  ندوات خاصة يقدمها خبراء ومتخصصون في مجالات خدمية مختلفة بما في ذلك رواد الأعمال الناجحون والمؤثرون في مجتمع الأعمال للحديث عن مواضيع مثل الابتكار والتكنولوجيا والتسويق وإدارة الأعمال والريادة إضافة لمناقشة قضايا تهم الشركات الناشئة والاستثمار وتطوير القدرات. ويبقى السؤال في ختام الكلام : هل نحن على مسافة قريبة من
رواد الأعمال الناجحون والمؤثرون في مجتمع الأعمال .. وهل نفكر بمشاركتهم ودعمهم وتكريمهم    وقبل ذلك هل نتفقد متطلباتهم ونتابع مبادراتهم ونفرز بين من يعمل وغيره وأضعف الإيمان نقدم الشكر لمن يستحقون الشكر .

 

اخبار الاتحاد