وقفة التاريخ الضبابي

مصطفى المقداد:جريدة الثورة

التأكيد على منتصف الشهر الجاري موعداً لمؤتمر أستانة في جولته الثالثة موقف يحدد آفاق المرحلة القادمة فيما يتعلق بآليات الحوار،

فمحاولات الإعاقة من جانب المجموعات المسلحة تسقط عند أول تجربة للخروج عن التوافق الأولي.‏

إذ إن محاولة وضع شروط للمشاركة في مؤتمر أستانة تعكس الحالة العدائية المتأصلة للمجموعات المسلحة من جانب والحكومات الرجعية التي بدأت العدوان من جانب آخر بأنها ما زالت عند موقفها الداعم للإرهاب وأنها لا تمتلك الجدية في الالتزام بالاتفاقيات والأعراف التي تم إقرارها في أستانة بضمان كل من موسكو وطهران وأنقرة، وفق قاعدة التمهيد لإنجاح مفاوضات جنيف السياسية، فكيف سيكون الحال أمام هذه التصرفات ومحاولات التعطيل قبل موعد انعقاد مؤتمر جنيف في حلته الخامسة؟‏

للمرة الأولى يتم الاتفاق على جدول أعمال قبل انعقاد جولة مفاوضات حوارية الأمر الذي ينبىء باحتمال الدخول في آليات تفضي إلى توافقات لحلول معقولة نتيجة الضغوط الدولية والمستجدات الإقليمية والتطورات الميدانية وإنجازات الجيش العربي السوري الباسل وتطهيره الكثير من المناطق والاستمرار في المهمة المقدسة في محاربة الإرهاب بالنيابة عن العالم المتحضر كله.‏

كل هذه الظروف شكلت عوامل تأثير في رد فعل المجموعات المسلحة بالنسبة لمؤتمر أستانة ومحاولات التعطيل عبر المطالبة بشروط توحي بقدرتهم على التأثير في مجريات الميدان فيما الحقيقة الأكثر رسوخاً في الحدث السوري تتمثل في نجاح المصالحات الأهلية والتسويات التي شكلت ركيزة أساسية في خلق حالة من الثقة فيها، فالحكومة قدمت نموذجاً للالتزام بتلك الاتفاقيات والتحول إلى عملية الحماية والبناء ما يمثل الأساس الذي يمكن أن يشكل قاعدة الحوار الوطني الداعم والمنفذ للتوافق السياسي في مؤتمر جنيف، بالتوافقات التي سيتم التوصل إليها ليصار بعدها إلى إقرار آلية تنفيذية لما يتفق عليه السوريون في الداخل من مشروع لإصلاح سياسي واقتصادي واجتماعي وثقافي يراعي الخصوصية الوطنية والتكامل الاجتماعي الذي يعكس النموذج الفريد والمتفرد على امتداد التاريخ.‏

الأمر الذي يزعج أصحاب المؤامرة الكبرى ويدفعهم للبحث عن طرائق وأساليب جديدة لإعادة عجلة العدوان إلى بدايته تنفيذاً لمشروع التخريب وخدمة الكيان الصهيوني في عدوانه على المنطقة.‏

وتبقى التطورات وحدها المحدد لمصير المؤتمرات واللقاءات باعتبار الميدان ساحة الفعل والتأثير.‏

 

اخبار الاتحاد