خيبة أمل أم صحوة متأخرة؟… ميركل «تنفض يديها» من الاعتماد على أميركا

أعلنت أنجيلا ميركل أنها اقتنعت أخيرا أنه لا يمكن لأوروبا بعد اليوم أن تعول على الآخرين، في إشارة إلى واشنطن التي مارست خلال الأيام الأخيرة ضغوطا كبيرة لانتزاع مكاسب من حلفائها.

ونقلت صحيفة بيلد الألمانية عن ميركل قولها: لقد ولى الزمن الذي كنا نتكل فيه بالكامل على الآخرين،هذا ما أدركته في الأيام الماضية… يجب علينا نحن الأوروبيين أن نأخذ زمام أمورنا بأيدينا.‏

وأشارت الصحيفة إلى أن المستشارة الألمانية قصدت الاجتماع الأخير لمجموعة السبع الكبار وسياسة الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة الرئيس دونالد ترامب، وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ، عندما قالت إنها أدركت كل هذا في الأيام الماضية.‏

وأضافت ميركل خلال تصريحاتها أنه يجب أن يحافظ الاتحاد الأوروبي على علاقات صداقة مع الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة بعد خروجها من الاتحاد، ولكنها أولت اهتماما كبيرا للعلاقة الجيدة مع الرئيس الفرنسي الجديد ايمانويل ماكرون.‏

وتأتي تصريحات المستشارة الألمانية بعد انتهاء اجتماع السبع الكبار، وقمة الناتو في بروكسل التي تركزت فيها المناقشات على مطالب الرئيس الأمريكي ترامب بزيادة الإنفاق العسكري من قبل الأعضاء في الحلف، وإذعان الأعضاء للابتزازات الأمريكية التي لم تخلُ كعادتها من ترهيب شركائها بالشبح الروسي.‏

وكانت وسائل إعلام قد ذكرت في وقت سابق أن ترامب انتقد الألمان ونعتهم بالوضاعة والرداءة لأنهم يبيعون الولايات المتحدة كميات كبيرة جدا من السيارات والمركبات، وهدد بتقنين استيرادها، فأثارت تصريحاته حفيظة قادة الاتحاد الأوروبي، رغم أن بعضهم حاول تبرير كلمات ترامب وتأويلها، وهذا ما أثار قلق بلدان الاتحاد الأوروبي لا سيما ألمانيا من أن يكون ترامب يلمح لإعادة النظر في قواعد منظمة التجارة العالمية.‏

وأشارت مصادر دبلوماسية إلى أن الرئيس ترامب أثار ارتباكا وامتعاضا في نفوس نظرائه، بلهجته الفظة والبعيدة عن الأسلوب الدبلوماسي، عندما بدأ الحديث عن «ديون الحلفاء» «المترتبة لأمريكا، أثناء افتتاح نصب تذكاري لضحايا الإرهاب بمقر الناتو، إذ حذر من تكرار هجوم مانشستر في حال عدم وفاء أعضاء الناتو جميعهم بالتزاماتهم المالية.‏

اخبار الاتحاد