“لوس انجلوس تايمز” الأمريكية: قطر تضطلع بدور يفوق حجمها في دعم المجموعات المسلحة في سورية وإمدادها بالأموال والأسلحة
في سلسلة الكشوفات التي تؤكد دور مشيخة قطر ونظام آل سعود وحكومة رجب طيب أردوغان في سفك الدم السوري وإثارة وتأجيج الأزمة في سورية منذ بدايتها قبل نحو ثلاثة أعوام تحدثت صحيفة
لوس انجلوس تايمز الأميركية في مقال لمراسلها نبيه بولس حمل عنوان “قطر .. الحليف الضئيل للمتمردين في سورية من وراء الكواليس” عن مدى الدعم الذي تقدمه المشيخة للإرهابيين المتواجدين في سورية ماديا وعسكريا.
وقال بولس في مقاله إن قطر دعمت وبشكل حثيث الإخوان المسلمين في مصر في محاولة لكسب نفوذ وهيمنة على حكومة الرئيس السابق محمد مرسي الذي أطيح به في تموز الماضي أما في سورية فقد كان دعمها يتخذ بشكل أكبر منحى عسكريا مع إغداقها الأموال والأسلحة على المجموعات المسلحة مثل ما يسمى “لواء أحفاد الرسول” وهو واحد من العديد من المجموعات المتطرفة في شمال سورية.
ولفت بولس إلى أن قطر “شنت في الوقت نفسه حربا دعائية واسعة النطاق ضد الحكومة السورية مستخدمة قناة الجزيرة الفضائية التي تتخذ من الدوحة مقرا لها مع حرصها على بث دعوات متواصلة “للجهاد” على لسان يوسف القرضاوي أحد الضيوف الدائمين في القناة”.
وأشار الكاتب إلى أن الكثير من الأطراف وجهوا انتقادات فيما بعد إلى قطر لتقديمها المساعدات إلى هؤلاء المتطرفين بعد تكشف حقيقتهم وحقيقة أفكارهم.
وقال مايكل ستيفنز مدير المعهد الملكي للخدمات المتحدة لدراسات الدفاع والأمن ومقره الدوحة إن “القطريين ورطوا انفسهم في صراع انخرطت فيه القوى العظمى في العالم بينما قطر ذات الحجم الضئيل لا تمتلك سوى ميزة واحدة وهي تمتعها بثروات هائلة فيما هي تحتاج إلى شيء يفوق المال بكثير ولاسيما أن اللعبة أصبحت معقدة للغاية”.
ولفتت الصحيفة إلى أن مشيخة قطر اعتمدت على هيكلية أكثر رسمية من الدول الأخرى لجمع المساعدات ودعم المجموعات المسلحة في سورية ونقلت عن شخص يدعى محمد وهو موظف قطري لدى شركة قطر بتروليوم التي تديرها السلطات القطرية طلب عدم نشر اسمه الكامل خوفا من تعرضه للنفي دون محاكمة “أن المسؤولين القطريين طلبوا من الموظفين التظاهر بأنهم ليسوا قطريين وتم تشجيعهم على التبرع للمسلحين في سورية من خلال الشبكة الداخلية للشركة مع خصم المال من راتب المانحين”.
وأشار إلى أنه بمجرد الضغط على زر يحمل عنوان “تبرع لسورية” تظهر صور الأطفال القتلى ويمكن للمرء أن يرى المبلغ الذي منحه في الشهر.
وأكد بولس أن قطر لا تزال بكل المقاييس مركز دعم للمجموعات المسلحة مع وجود تقارير تفيد بأنها قامت بإرسال أكثر من ثلاثة مليارات دولار إليهم منذ آذار عام 2011 ودفعت أيضا بالمواطنين القطريين إلى الانخراط في هذه العملية.
وكانت صحيفة كوريير النمساوية أكدت في تقرير لها مؤخرا أن حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط وخاصة السعودية وقطر يقدمون كل أشكال الدعم المالي والسياسي للمجموعات الإرهابية المسلحة في سورية مهما اختلفت تسمياتها وتشكيلاتها وذلك بمعرفة الولايات المتحدة الأمريكية.
ولفتت الصحيفة إلى أنه وعلى الرغم من أن دور مشيخة قطر لم يتمكن من مضاهاة الدور الذي يلعبه نظام آل سعود في دعم هذه “المجموعات المتطرفة فإن قطر لعبت بدورها دورا ضخما في إثارة وتغذية الصراع في سورية”.
وكان موقع إيه ريبوبليكا الالكتروني الإخباري التشيكي قال إن نظام آل سعود ومشيخة قطر يدعمان ويمولان بشكل صريح الإرهاب وأن بعض الناس في الشرق الأوسط يدفعون ثمنا دمويا بسبب سماحهم للأنظمة الوهابية في السعودية وقطر بالتحدث والتصرف باسمهم.
وكشفت لوس انجلوس تايمز عن دور قطر الأساسي في تشكيل ما يسمى “الجيش الحر” فضلا عن “ائتلاف الدوحة” ولم تكتف بذلك بل إنها أيضا سمحت بفتح سفارة لهم في الدوحة.
وقالت الصحيفة إن “الإمارة الصغيرة التي لطالما طغت عليها السعودية تسعى بقوة لتعزيز مكانتها الإقليمية والعالمية ولكن ليس بنجاح دائما”.
وتعتبر العديد من مشيخات الخليج وعلى رأسها السعودية وقطر من المصادر الرئيسية ليس فقط للدعم المالي والإمداد بالسلاح والدعم الإيديولوجي للمجموعات الإرهابية المتطرفة وإنما هي متورطة في الدم السوري حيث ترسل هذه الدول ودول عربية أخرى الإرهابيين من مواطنيها لشن الهجمات الإرهابية وارتكاب الأعمال الإجرامية ضد أبناء الشعب السوري من مدنيين وعسكريين.