أن يعلن رئيس مجلس مدينة الحسكة المهندس عدنان خاجو أن مجلس المدينة سيواجه مشكلة كبيرة خلال الأيام القادمة في ظل انتهاء عقد النظافة المبرم مع منظمة (العمل ضد الجوع) ، والذي كان يقدم الآليات والأيدي العاملة في مجال تنظيف الشوارع ونقل القمامة وترحيلها على مدار الستة أشهر الماضية . وأن يناشد رئيس مجلس المدينة بهذه العلانية جميع الجهات الحكومية المختصة ومكاتب المنظمات الدولية العاملة في محافظة الحسكة بمساعدة مجلس المدينة لحل معضلة القمامة والنظافة كونها من أهم القطاعات الخدمية والتي تهدد البيئة العامة وحياة الناس خصوصاً مع بداية الصيف وارتفاع درجات الحرارة .
وأن يذهب رئيس المجلس بصراحته المعهودة إلى أبعد من ذلك عندما يقول ان المجلس عاجز كلياً عن إجراء أي إعلان للتعاقد مع القطاع الخاص أسوة بالمحافظات الأخرى لعدم وجود الإيرادات المالية والاعتمادات من وزارة الإدارة المحلية والبيئة، حيث تصل تكلفة التعاقد مع أي متعهد خاص لمدة ستة أشهر الى أكثر من ملياري ليرة سورية لمدة ستة أشهر .
أيضاً عندما يكشف رئيس مجلس مدينة الحسكة أن المعاناة المزمنة هي من قلة الأيدي العاملة في مجال النظافة وعدم وجود الأليات وانعدام كامل لمستلزمات العمل في هذا المجال من مكانس وجرافات يدوية وحاويات، إضافة لعدم وجود الإيرادات المالية والاعتمادات اللازمة . ماذا يعني ذلك كله .؟
وأين تكمن المشكلة ؟
بلا مقدمات وبعيداً عن شماعة التقصير التي تتمثل دائما بالحرب العدوانية والظروف الصعبة وإغلاق الطرق في بعض المناطق حيث لا يمكن تقديم الدعم والمساعدة لتجاوز معاناة أهل الحسكة من العطش ومن سوء الخدمات ومن تعطل كل شرايين الحياة ، فإن السؤال الذي يطرح نفسه : هل يحتاج الدعم المالي لطرقات وظروف مناسبة لتقديم الحد الأدنى الممكن منه ؟
ربما لا تستطيع الحكومة أن ترسل صهاريج إلى الحسكة ولا تستطيع أن تجد مصدر مائي بديل لمحطة علوك التي يسيطر عليها الاحتلال التركي . لكن من الممكن تقديم الدعم المالي لشراء صهاريج . أو كحد أدنى لاستئجار صهاريج توفر المياه للناس الذين يهددهم العطش بالموت .
واليوم الحسكة مهددة بكارثة بيئية نتيجة العجز عن أي عمل في مجال ترحيل ونقل القمامة من وسط المدينة بسبب انعدام كامل في مستلزمات العمل الخاصة بقطاع النظافة وفق ما أعلنه رئيس مجلس المدينة .
والأمر متصل هنا بالمعاناة الكبيرة والمزمنة من انقطاع المياه أيضاً فماذا يمكن أن تفعل الجهات المحلية بالحسكة عندما لا يتوفر سوى صهريج واحد في مجلس المدينة وصهريج مثله تحت تصرف المحافظ ويتم توزيع المياه على المواطنين وفق جدول زمني وبالتناوب بين الاحياء. هل هذا هو الحل المثل والمأمول ؟ . وهل يمكن تلبية احتياجات مدينة كاملة عبر بضعة صهاريج ؟!.
أسرعوا إلى الحسكة فيكفي أهلها وجع وظلم وممارسات الاحتلالين الأمريكي والتركي . ويكفي الصبر الاستراتيجي الذي يتحلى به الناس . وبكل صراحة وشفافية علينا أن نرفع الصوت أكثر من أجل أهل الحسكة وحرصاً عليهم وعلى تعزيز الثقة بالدولة ومؤسساتها لأنها هي الضمانة الحقيقية . ولم يعد للسر للضرورة عندما نقول لقد خسرنا كل الثروات النفطية والزراعية ، خسرنا الحجر والشجر ولا نريد أن نخسر البشر أيضاً .