بقلم : المؤرخ الدكتور محمود السيد-المديرية العامة للآثار والمتاحف
والإعلامي عماد الدغلي … ترجمة : رزان الدغلي
-Abu Hurayra the First Archaeological Site in World Documents the Human Settlement Destroying by a Fragmented Comet.Tell Abu Hurayra is the most important archaeological annalist site in the Middle Stone Age in Syria. It documents the transition stage from mobility hunting and capturing societies, leaving living in natural caves into stability and agriculture societies.It`s also one of the most important archaeological site in Ancient East which documents the emergence of Natufian villages around Euphrates river since the ninth millennium BC, and the biggest dated village in the late stage of pre-pottery in Neolithic period discovered so far.With every new scientific-archaeological discovery the Syrian ruins and sites take the global attention due to Abu Hurayra which is the first archaeological site in the world that document direct sequel of comet`s fragments falling on a human settlement destroying it. Probably the comet exploded in the mid –air at the end of the Ice age, and contributed to the Mammoths` extinction, and also contributed to the sudden onset of the Minor Ice Age between 12800-11550 years ago.The leftover of melted glass which are founded in food scraps , over the old house building materials and on animals` bones which were at Abu Hurayra site, demonstrate that the region have exposed to a fragmented comet explosion.The remains of the glass were formed at a very high temperature which human being can`t do it at that age, it can only be a result of a high speed and high powered global phenomenon.Through sample analysis in order to know the comet`s geo-chemical formula ,shape, temperature composition, magnetic properties, and glass was formed at a very high temperature more than 2200 degrees centigrade , and it contained rich minerals with Chrome, Nickel, Sulphide, and Titanium , beside melted Iron which is rich with Platinum and Iridium.The glass has formuled by melting and immediate evaporation of biomass, soil, and the deposit of flood plains in Abu Hurayra site followed by an immediate cooling.Abu Hurayra archaeological site has experienced a discontinuity in human settlement sequence between Mesolithic and Epipaleolithic.After the discontinuity in settlement that followed the initial normality, the human settlement returned within the Epipaleolithic at the early half of the eighth millennium BC, and that confirms the alien strike or the comet explosion which has destroyed the earliest human settlement in the world.
تُظهر المواقع الأثرية المكتشفة في سورية والمؤرخة في عصور ما قبل التاريخ عظمة الحضارة السورية وأهمية دراسة المواقع والأوابد واللقى الأثرية السورية في توثيق أحداث الماضي وتدوين سطور تاريخ الحضارة الإنسانية ومراحل تطورها. ويعتبر تل أبو هريرة أهم موقع أثري مؤرخ في العصر الحجري الوسيط في سورية ويوثق مرحلة الانتقال من مجتمعات التنقل والصيد والالتقاط وترك السكن في الكهوف والمغارات الطبيعية إلى مجتمعات الاستقرار والزراعة.
ويعد أبو هريرة أيضا أحد أهم المواقع الأثرية والذي يوثق ظهور القرى النطوفية حول نهر الفرات منذ الألف التاسع قبل الميلاد. علما أنه اكتشف في المشرق القديم قرى نطوفية عديدة تباينت في حجومها ومعطياتها ولكنها تشترك بسمات عامة تجمع بينها كالبناء والفنون والأواني والأدوات والشعائر الدينية كما هو الحال في موقعي تل أبو هريرة وتل المريبط في سورية وأريحا وعين الملاحة في فلسطين، ووادي الحمة والبيضا في الأردن وحلوان في مصر. وتعتبر قرية أبو هريرة أكبر قرية مؤرخة بأواخر مرحلة ما قبل الفخار في العصر الحجري الحديث اكتشفت حتى الآن. ويثبت التل الأثري أن الإنسان الذي سكن تلك المنطقة استقر فيها وعمل على تدجين الحيوانات وتمكن من إشادة البيوت وتكوين القرى وأن موقع أبو هريرة من أوائل المواقع في سورية التي عرفت الزراعة واستخدمت الفخار
ومع كل اكتشاف علمي وأثري جديد تتصدر المواقع والآثار السورية الاهتمام العالمي ويعتبر استثمار الأبحاث العلمية الجيولوجية في معرفة جانب من خفايا كوكب الأرض وبدايات الكون وخدمة علم الآثار وتسليط الضوء عن سبب تدمير أقدم مستوطنة بشرية في العالم في موقع أبو هريرة الأثري في سورية بسبب سقوط نيزك حدث علمي كبير غير مسبوق فموقع أبو هريرة هو أول موقع أثري في العالم يوثق الآثار المباشرة لسقوط شظايا مذنب على مستوطنة بشرية وتدميرها. وقد انفجر المذنب على الأرجح في الجو في نهاية زمن العصر الجليدي وساهم في انقراض معظم الحيوانات الكبيرة، مثل الماموث، وفي حدوث البداية المفاجئة للحقبة الجليدية الصغرى التي وقعت خلال الفترة الواقعة بين 12800-11550 سنة خلت.
وتؤكد الأبحاث الجيولوجية في تل أبو هريرة الواقع في منطقة الجزيرة الفراتية على الضفة اليمنى لنهر الفرات على الطرف الشمالي لقرية أبو هريرة، على وجود أدلة مادية تبرهن سقوط مذنب قبل حوالي 12800 سنة خلت أدى إلى تدمير أقدم مستوطنة بشرية في العالم. وتدل بقايا الزجاج الذائب الموجودة بين بقايا المواد الغذائية والمتناثرة على مواد بناء المنازل القديمة وعلى بقايا عظام الحيوانات المنتشرة في موقع أبو هريرة الأثري السوري على تعرض المنطقة لانفجار مذنب مجزأ. فبقايا الزجاج تشكلت في درجات حرارة عالية جدا، لا يمكن أن يحدثها البشر في ذلك العصر ولا يمكن أن يكون إلا نتيجة ظاهرة كونية عنيفة للغاية وعالية الطاقة والسرعة. ومن خلال تحليل عينات الزجاج لمعرفة تركيبته الجيو-كيميائية وشكله ودرجة حرارة تكوينه والخصائص المغناطيسية والمحتوى المائي تبين أن الزجاج تشكل بدرجات حرارة مرتفعة للغاية تفوق 2200 درجة مئوية واحتوت على معادن غنية بالكروم والحديد والنيكل والكبريتيد والتيتانيوم، إضافة إلى الحديد المصهور والغني بالبلاتين والإريديوم وتشكل الزجاج من ذوبان وتبخر شبه فوري للكتلة الحيوية والتربة ورواسب السهول الفيضية في منطقة أبو هريرة، تلاها تبريد فوري. وتجدر الإشارة هنا إلى أن الزجاج الأصفر الكناري المنتشر في الصحراء الغربية المصرية والمتشكل قبل 29 مليون سنة قد تكون بتأثير سقوط نيزك بدليل احتواء الزجاج على معدن الزركون الدال على وجود معدن نادر اسمه “ريديت” والذي يحتاج تشكيله إلى ضغط مرتفع جدا لا يمكن أن يحدث إلا بتأثير نيزكي. مع التنويه أن النيازك التي تحتوي على السيانيد تكون غنية بالكربون. ويتركب السيانيد من ذرة الكربون مرتبطة برابطة ثلاثية مع ذرة النيتروجين والسيانيد مع أول أكسيد الكربون يرتبطان بالحديد لتشكيل مركبات مستقرة في النيازك. والسيانيد أمر حاسم بالنسبة لأصل الحياة، فهو عنصر يشارك في التخليق غير البيولوجي للمركبات العضوية مثل الأحماض الأمينية والقواعد النووية، وهي مجموعة من المركبات الحيوية المحتوية على قاعدة نيتروجينية، وتمثل العماد الأساسي من البروتينات والأحماض النووية اللازمة لجميع أشكال الحياة المعروفة.
ما سبق ذكره يوثق أن موقع تل أبو هريرة السوري كان يقع في أقصى شرق ما يعرف علميا بمنطقة حدود الحقبة الجليدية الصغرى والتي شملت ثلاثين موقعا آخرا موزعا في القارة الأمريكية وقارة أوروبا وأجزاء من الشرق الأوسط والتي احتوت على أدلة مادية تماثل ما تم اكتشافه في موقع تل أبو هريرة السوري وتؤكد حدوث احتراق شديد ووجود طبقة غنية بالكربون احتوت على ملايين الماسات النانونية وتركيزات عالية من البلاتين وكريات معدنية صغيرة تشكلت في درجات حرارة عالية جدا, لكن ما تم كشفه في موقع أبو هريرة يؤكد أن تدمير أقدم مستوطنة بشرية في العالم ناجم عن انفجار مذنب مجزأ.
مخطط تل أبو هريرة الأثري شبه منحرف شديد الانحدار نحو الغرب باتجاه سرير الوادي, ويؤرخ الاستيطان البشري في التل بعصور ما قبل التاريخ ووجدت بقاياه في سويتين أثريتين تؤرخ السوية الأقدم بالفترة الممتدة ما بين 12500-10000ق.م وتؤرخ السوية الأثرية الأحدث بالعصر الحجري الحديث وتتكون من ثلاث طبقات أثرية وبدأ الاستيطان البشري في الموقع بقسمه الشمالي منذ أواخر العصر الحجري الوسيط نحو العام 11500 قبل الميلاد كقرية تمثل قرى الصيادين الأولى ولا تتجاوز مساحتها الهكتار الواحد مكونة من مساكن بسيطة متقنة الصنع أشكالها دائرية بقطر 2متر داخل حفرة مستديرة مغروسة قليلا في الأرض بعمق 70سم, أساساتها من الحجر، وجدرانها من الطين وتم سقفها بالأغصان ونبات البوص ودعمت بأعمدة خشبية “سيباط” وأرضيتها مرصوفة بالحجارة وفي وسطها موقد وبقربها مخازن للحبوب ويمثل الرماد السميك ورواسب الأرض الرملية دليلا على الإشغال السكني للموقع لمدة طويلة.
وتؤكد اللقى الأثرية المكتشفة في الموقع والمؤرخة بالعصر الحجري الوسيط غنى هذه الفترة بالأدوات الصوانية المتطورة من مطارق ومقاشط متنوعة ورحى ومدقات وأدوات مصنوعة من العظام كالمثاقب والإبر، كما عثر في الموقع على خرز للزينة، وأدوات للغزل، وبعض الألياف استخدمت في صناعة البسط والسلال. وعثر كذلك في الموقع على حلي مصنوعة من الفيروز مصدره سيناء، والأصداف ذات اللون المائل للاحمرار مصدرها البحر الأحمر والخليج العربي، والقار والهيماتيت من المناطق المجاورة وتوثق البقايا العظمية والنباتية المكتشفة في الموقع قيام السكان باصطياد الغزلان والسمك وجمع الذرة والشعير البري علما أنه اكتشف في الموقع أكثر من 500 بذرة تعود لأكثر من 150 نوعا من أنواع النباتات الصالحة للطعام وبذور القمح ونوى بذور وثمار الفستق والجوز وتمر الميس (الدردار) والمشمش ونبات البرقوق بزهرته البيضاء. وعثر في الموقع على مناجل مركبة ابتكرت للمساعدة في تحسين عمليات الحصاد الزراعي.
شهد موقع أبو هريرة الأثري انقطاعا في تسلسل الاستيطان البشري بين العصر الحجري الوسيط والعصر الحجري الحديث، فبعد الانقطاع في الاستيطان الذي أعقب السوية الأولى، عاد الاستيطان البشري في السوية الثانية خلال العصر الحجري الحديث، وذلك في النصف الأول من الألف الثامن ق.م وهو ما يؤكد وقوع الضربة الفضائية أو انفجار المذنب والذي دمر أقدم مستوطنة بشرية في العالم. وأقيمت أولى المنشآت السكنية في الجزء الجنوبي من الموقع في النصف الأول من الألف الثامن ق.م وكانت البيوت متعددة الغرف وذات مخطط مستطيل الشكل استخدم لأول مرة في منطقة الشرق القديم، حمل السقف على جسور خشبية وتمت تغطيته بالقصب والأغصان وتوسعت القرية وغدت في أواخر الألف السابع قبل الميلاد من أكبر القرى وغطت كامل التل وقدرت مساحتها بنحو 12 هكتاراً وازدهرت الحياة فيها بفضل وقوع القرية في موقع استراتيجي مهم يطل من جهة الجنوب على سهل زراعي واسع ذي تربة خصبة ويوجد في أسفل القرية سهل فيضان الفرات الوافر المياه، ويوجد أيضا في أعلى ظهر الوادي أرض غنية جدا بالأعشاب. واستمر الاستيطان البشري حتى الألف السادس قبل الميلاد وبالتحديد 5500 ق.م ولم يسكن الموقع بعد هذه الفترة.
وتتميز أبنية موقع أبو هريرة والمؤرخة بالعصر الحجري الحديث بحجمها الكبير وغرفها الواسعة واستقامة أبعادها، وقد بنيت من الطين المجفف المضغوط، ويتألف المنزل الواحد من عدة غرف تتسم الجدران فيها بقلة السماكة ما يوحي بأنها كانت أبنية مؤلفة على الأرجح من طابق واحد. اكتشف في بعض البيوت جدران يبلغ ارتفاعها 7ر1 متر وكان لبعض البيوت بهو مستطيل يفصل بين غرفتين وللباب عضادة مرتفعة وساكف من اللبن كما اكتشف في بعض الأبنية مستودعات أرضية وفتحات في الجدران استخدمت في التخزين وقد كسيت الأرضيات والأجزاء السفلية من الجدران بطبقة من الجص طليت أحيانا باللون الأسود أو الأحمر الملمع وهناك أرضية واحدة حمراء لامعة يحيط بها إطار باللون الأسود وفي بعض الغرف مصطبة قائمة في إحدى الزوايا كسيت بطبقة من الجص وزود بعضها بمواقد للتدفئة وتدل الدروب الضيقة التي تفصل بين البيوت على ازدحام القرية بالسكان.
ازدهرت بالعصر الحجري الحديث في الموقع صناعة الأدوات الحجرية من حجر الصوان والحجر البركاني المستورد من هضبة الأناضول فصنعت السهام والمكاشط والمثاقب وصنع معظمها بواسطة الحك أو التقشير أو الضغط واستخدمت أيضا الصخور في صناعة المحكات والفؤوس والأزاميل وبناء بعض الأبنية من حجر الكلس الملون والجبس الشفاف كما صنعت الرحى والمدقات من البازلت المنخرب الخشن والكلس لطحن الحبوب وتؤرخ بنحو 7000 قبل الميلاد واستخدمت العظام لصنع المثاقب والإبر والخرز كما صنعت المثاقب والإبر والخرز من الحجر الأخضر والكوارتز أهمها مجموعة صنعت على شكل فراشات وجدت في القبور ما يدل على أنها صنعت لأغراض جنائزية. كذلك اكتشف في الموقع لأول مرة فؤوس مصقولة من الحجر الأخضر، وبعض الخرز وعدد من التماثيل المصنوعة من الغضار المشوي ما زالت الخيوط عالقة بثقوبها وتمتاز الأواني الفخارية المكتشفة في موقع تل أبي هريرة والمؤرخة بالعصر الحجري الحديث بأنها مطلية بألوان بنية وسوداء يخالطها القش وبعضها زخرف بطلاء أحمر.
ويعد أبو هريرة إحدى أقدم المواقع المعروفة التي بدأت فيها زراعة القمح في تاريخ البشرية واعتمد سكان الموقع في العصر الحجري الحديث على زراعة القمح والشعير والذرة والعدس واللوبياء على المنحدر وعلى ضفاف الفرات وجمع ثمار العنب والكمون البرية وتربية أنواع عديدة من الحيوانات كالماعز والأغنام وصيد الغزلان ومارسوا بعض الصناعات اليدوية مثل، صنع السلال من القصب النهري، وصناعة السجاد والغزل، بدليل العثور في الموقع على مجموعة من مبارم الغزل الحجرية.
ودفن سكان الموقع موتاهم في العصر الحجري الحديث تحت أرضية غرفهم وفي باحات البيوت بأوضاع ممددة أو مثنية دون توجيه خاص وبشكل فردي أو جماعي واهتم سكان الموقع بشكل خاص بجماجم الموتى، فقاموا في بعض الحالات بفصل الرؤوس ودفنها منفردة في داخل بيوت السكن، وقاموا في أحيان أخرى بدفن عدة رؤوس مع هيكل واحد وأحيانا دفنت بعضها ملفوفة بعد دهنها بالمغرة الحمراء ما يؤكد وجود نوع من أنواع العبادة الجنائزية الأمر الذي يدل على أنهم قدسوا جماجم الموتى واعتبروها تجسيداً لأمواتهم في بيوت أحيائهم معبرين عن إيمانهم بحياة أخرى بعد الموت.
والجدير بالذكر ما تم اكتشافه في قرية إدا أوكازو في منطقة أورتي فلاح جنوب مدينة الصويرة في المغرب من نقوش صخرية وكتابات أمازيغية تتحدث عن علم الفلك القديم وتوثق سقوط نيزك