ثورة اون لاين – ميساء الجردي:
عندما يتقدم الإنسان في العمر وتقترب سنوات العمل من الانتهاء.. تتضاءل أحلامه وخصوصا في مجتمعنا حيث يصبح الطموح هو انتظار الأشهر الأخيرة والبحث عن فرصة مناسبة يتابع فيها ما تبقى له في مسيرة حياته.. وفي أغلب الحالات يعتبر المتقاعد أن تاريخه وكل ما عمله في حياته أصبح وراء ظهره.. وفي الكثير من الحالات يعتبر أن ما يقوم به هو صراع مع الأيام .. فحديثه مع الأولاد أو الأحفاد هو تدخل.. مرضه عالة.. حركته مزعجة.. خبراته الطويلة أصبحت من الزمن الماضي وقد تلاقي السخرية تحت عنوان التخريف والزهايمر.
هل حقا أصبح عبئا.. وعليه أن يقضي سنواته أو أيامه الأخيرة بانتظار النهاية مع الاستسلام لقوانين العمل الصادمة حيث ينخفض راتبه ويسحب منه التأمين الصحي وتكثر أمراضه فلا يجد متسعا في حياته ليكون كمن قام بواجبه وتفرغ ليقضي أوقاتاً سعيدة.. متمتعا في النوادي والرحلات مع من هم في سنه ومتمكنا من العيش بكرامته دون احتياج الآخرين حتى لو كانوا أولاده.
في هذه المرحلة المهملة في حسابات المجتمع وهيئاته ومؤسساته على اختلافها والتي تتجلى فقط في افتتاح دور للعجزة يحق لهؤلاء المطالبة بتغيير النظرة إلى المتقاعد والعمل على افتتاح نواد خاصة بهم على اختلافها رياضية ومطاعم وتسلية وأن يكون هناك تحفيز لتحويله إلى كائن نشط محب للحياة ويقاتل للبقاء.. فلا تصغر أحلامه عندما يقترب من سن التقاعد لأنه لا يحق له سحب قرض أو الكفالة على قرض مهما كان الشخص مقربا منه.
للأسف هذه حال الموظفين والعاملين أصحاب المعاشات مهما كانت وظائفهم ومراكزهم وأهمية موقعهم في العمل.. بمجرد اقتراب التقاعد أو حدوثه يطلقون عليهم رصاصة الرحمة.. ويتجاهلون خبراتهم التراكمية ويعملون وفق مقولة العمل للشباب… دون الأخذ بعين الاعتبار أن متطلبات العمل تتسع لكل الأعمار ويمكن الاستفادة من خبراتهم في المبادرات وفي مواقع مختلفة.