زبدة الطلب في تاريخ أمراض السرطان وإنجازات الطب والأطباء الجزء الرابع (سرطان الثدي والبرديات الطبية المصرية القديمة)
and the achievements for the doctors and medicine
the four part (Breast cancer and ancient Egyptian medical papyri)
(تحية من سورية إلى كل الكوادر الطبية في العالم وجهودها العظيمة في مكافحة فيروس كورونا المستجد وأمراض السرطان)
(Greetings from Syria to Medical Staff All Around the Word, and their Great Efforts in Combating Novel Corona Virus And cancer diseases)
بقلم المؤرخ الدكتور محمود السيد-المديرية العامة للآثار والمتاحف-الإعلامي محمد عماد الدغلي- الصيدلانية رند محمد الأكرم
الطب هو علم وممارسة في التشخيص، والعلاج، والوقاية من الأمراض، وكان الطبيب المصري القديم على علم بمكونات الجسم البشرى ووظائف أعضائه وهو أول من شخص في العالم مرض السرطان، وكان الطب علم يُدرس في المعابد.
تقوم الخلايا الطبيعية في جسم الإنسان بالانقسام بطريقة منظمة، وتموت حينما تتعرض للتلف أو ينقضي عمرها الافتراضي، ويحل محلها خلايا جديدة من نفس النوع. وتميل الخلايا السليمة أحيانا إلى إحداث تغييرات في حمضها النووي، لكنها تبقى قادرة على تصحيح الجزء الأكبر من هذه التغييرات. وإذا لم تتمكن من إجراء ذلك، فإن الخلايا المُحَرَّفـَة تموت في أغلب الأحيان. ومع ذلك، قد ينجم عن بعض هذه الانحرافات غير القابلة للتصحيح، نموّ هذه الخلايا وتحوّلها إلى خلايا سرطانية والخلل الذي يؤدي لحدوث السرطان هو خلل غير قابل للإصلاح عن طريق الآليات الدفاعية للخلايا.
والسرطان ليس جينياً في منشئه فقط، بل في كليته والانحراف الجيني الأولي هو بداية عملية تطوّر السرطان والتي تتقدم في حال حدوث عدد من التغييرات في داخل الخلية، تشمل عامل مُبادر يؤدي إلى حصول تغيّر جينيّ.
يحدث السرطان عندما تدخل الطفرات في خلايا سليمة، أثناء نموها وانقسامها ولإنتاج ورم خبيث يجب نمو الخلايا وانقسامها بشكل شاذ عن الإشارات المناسبة والنمو والانقسام المستمر حتى مع إعطاء إشارات متناقضة وتجنب موت الخلايا المبرمج وحدوث عدد لا حصر له من انقسامات الخلية، وتعزيز بناء الأوعية الدموية وغزو الأنسجة وتشكيل الانبثاث. حيث يمكن أن ينتشر السرطان من موقعه الأصلي عن طريق الانتشار المحلي، والانتشار اللمفاوي إلى العقد الليمفاوية الإقليمية أو عن طريق الانتشار الدموي عبر الدم إلى مواقع بعيدة فالسرطان مرض ناجم عن تكاثر غير منضبط لخلية مفردة، يتم إطلاقه عبر طفرات وتبدلات في الحمض النووي الريبي المنزوع الأكسجين الموجود في الخلايا والذي يحتوي على مجموعة من الأوامر المُعَدّة لخلايا الجسم، تحدد لها كيفية النمو، التطوّر والانقسام وهذا ما يؤثر بشكل خاص في الجينات التي تحثّ الخلية على التكاثر وهذا يؤكد وجود خاصية مشتركة على المستوى الخلوي لجميع أنواع السرطانات تدعى الانقسام الخلوي المرضي غير المنضبط. ويكمن داخل الخلية السرطانية ذاتها، لا حولها سبب الاضطراب الحقيقي الذي تصاب به الخلية السرطانية بتكاثرها غير المنضبط. ويمكن للخلايا الشاذة النمو خارج حدودها المعروفة ومن ثم اقتحام أجزاء الجسم المتاخمة والانتشار إلى أعضاء أخرى، ويُطلق على تلك الظاهرة اسم النقيلة. وعندما يبدأ السرطان، لا ينتج عنه أي أعراض. وتبدأ العلامات والأعراض بالظهور مع نمو الكتلة أو التقرحات وما يظهر قد يدل على نوع السرطان وموقعه.
ويمر الورم السرطاني بخمس مراحل نمو حيث يبدأ في الظهور بشكل غير واضح في العضو المصاب بالسرطان مثل الرئة أو الثدي أو الجلد في مرحلة متقدمة تعرف بالمرحلة الصفرية، وفيها يصعب على المريض معرفة انه مصاب بالسرطان. وفي المرحلة الأولى يصيب الورم العضو فقط ولا ينتشر في باقي مناطق الجسم ويسهل علاجه ويمكن اكتشاف الورم السرطاني سواء كان ذلك بالشعور بمكان الورم او رؤيته، وخاصة في حالة سرطان الثدي أو الجلد، لأنه يظهر على الخارج وسرطان المبيض لأنه يتسبب في انتفاخ في البطن، وسرطان القولون لأنه يؤثر على حركته ويجعل الم القولون دائم. وفي المرحلة الثانية يبدأ الورم في غزو العضو المصاب وملء المكان بل والعضلات المحيطة به ويبدأ الورم ينمو ويكبر بعد أن يقضي على الخلايا بالكامل. ويطلق على المرحلة الثالثة مرحلة القتل البطيء وفيها يكون الورم قد انتشر في عدة اماكن أي في العضو المصاب. وتمثل المرحلة الرابعة أكثر المراحل خطورة، وفيها يصعب علاج المريض، لأن السرطان يكون قد توغل في الجسم وبالتالي لا يصيب في هذه المرحلة عضو واحد فقط (العضو الأصلي ورم أولي)، بل يصيب عدة اعضاء اخرى وربما يصل إلى العظام او الدم، كما هو الحال مثلا في سرطان الثدي والذي ينتشر إلى المعدة أو المخ، أو العظام.
ويصيب مرض سرطان الثدي الإناث بشكل خاص وينجم عن نمو غير طبيعي لخلايا الثدي. ويبدأ بإصابة البطانة الداخلية لقنوات الحليب أو الفصوص التي تغذيها بالحليب ويصنف إلى سرطان قنوي أو سرطان فصيصي بحسب موقع نشؤه وهذا النمط من السرطان قادر على الانتشار في مواقع أخرى من جسم الانسان. ويغذي هذا النوع من الأورام هرمون الأستروجين، الذي يحفز الخلايا السرطانية على النمو والانقسام وتمثل مثبطات التاموكسيفين أو الأروماتاس، دواء جيد يمنع وصول إمدادات الهرمون. وقد تلعب الخلايا المناعية الطبيعية (الخلايا الأكولة) الموجودة قرب قنوات الحليب في أنسجة الثدي السليمة دورا رئيسيا في مساعدة خلايا السرطان في الانتشار لأجزاء أخرى من الجسم مبكرا. يحدث ذلك عندما تنجذب الخلايا الأكولة إلى قنوات الحليب محدثة سلسلة من ردود الفعل تمكن الخلايا السرطانية في مراحلها الأولى من مغادرة الثدي. ويمكن الإصابة بسرطان الثدي في حال وجود تاريخ وراثي للأسرة سواء بسرطان الثدي أو سرطان المبايض أو بسبب خلل وراثي كونه مرضاً جينياً ينتقل من ناحية الجدة والأم والأخوات والخالة وبنات الخالة أو بسبب هرموني كالبلوغ المبكر (قبل 12 سنة)، وتأخر انقطاع الطمث (لما بعد 55 عاماً)، واستخدام العلاج الهرموني بعد سن اليأس، وعدم الإنجاب لعمر 30 عاماً أو أكثر، وعدم الإرضاع طبيعياً، أو بسبب استخدام صبغات الشعر ومواد فرد الشعر الكيميائية، أو التعرض للإشعاع في منطقة الصدر، أو لتغير أنماط الحياة وما تسببه السمنة وتناول الكحول والتدخين والإكثار من الطعام غير الصحي، والسهر وقلة النوم. وقد تسبب جراحات إعادة بناء الثدي بعد استئصاله الإصابة بنوع نادر وشرس من السرطان يطلق عليه سرطان الغدد الليمفاوية الخلية الكبيرة، يصيب خلايا الدم البيضاء وخاصة كبار السن وربما يعود ذلك إلى استجابة جهاز المناعة أو الإصابة بالتهابات بعد الجراحة. ونادرا ما يصيب سرطان الثدي الرجال ويرتبط ذلك بأسباب وراثية أو حدوث طفرة جينية.
إن التشخيص الصحيح للسرطان ضروري لعلاجه كما ينبغي وبفعالية، لأن كل نوع من انواع السرطان يتطلب نظام علاج خاص يشمل أسلوباً واحداً أو أكثر من أساليب العلاج، مثل الجراحة والعلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي ويتم تحديد الأماكن المصابة بدقة ومعرفة الأماكن التي يتمركز بها الورم الخبيث ويتم استئصال الاجزاء المصابة إذا أمكن ذلك، وغالباً ما يحدث ذلك مع سرطان الثدي، حيث تجري الكثير من العمليات باستئصال الثدي كاملاً من أجل المحافظة على باقي الجسم.
إذا يصيب سرطان الثدي الأنسجة وغدد الحليب مكونا ورما خبيثا قادراً على غزو وتخريب خلايا الأنسجة التي يتكون منها الثدي. وإلى الطب الفرعوني القديم ينسب أقدم وصف كتابي لحالة يمكن تشخيصها كورم في الثدي وإليه يعود الفضل في إثبات وجود علاقة مباشرة بين النظام الغذائي وخطر الإصابة بالسرطان وقبل ذلك بأمراض القلب والشرايين. وأن النظام الغذائي وللوقاية من السرطان يجب أن يكون غنيا بالفواكه الملونة والخضراوات والحبوب الكاملة ولحوم الأسماك نظرا لاحتوائها على نسب كبيرة من الأحماض الدهنية غير المشبعة أوميغا 3 وهذا ما سنتحدث عنه بالتفصيل في الجزء السادس من سلسلة زبدة الطلب في تاريخ أمراض السرطان وإنجازات الطب والأطباء.
والطبيب الفرعوني “إمحوتب” هو أول من شخص السرطان، كمرض. وأول تدوين كتابي في العالم يشخص مرض سرطان الثدي نجده في بردية إدوين سميث البالغ طولها خمسة أمتار والمؤرخة بالقرن السادس عشر قبل الميلاد بعصر المملكة المصرية الوسطى والمحفوظة حاليا في أكاديمية نيويورك للطب والمتخصصة بالأمراض الجراحية والتي وثقت أقدم وصف كتابي معروف في العالم حتى اليوم لسرطان الثدي وأقدم علاج جراحي للسرطان. “إذا صادفتك حالة فيها كتل بارزة، منتشرة في الثدي، وكانت باردة، ودون تحببات، ولا تحتوي سوائل، ولا ينزّ منها سائل، فيجب أن تقول عنها: هذه حالة كتل بارزة ينبغي أن أواجهاها وأتغلب عليها.. الكتل البارزة في الثدي تعني وجود تورّمات كبيرة. هذا التورّم: لا يوجد له علاج“.
وتصف البردية أيضا حوالي 48 حالة جراحية من جراحات الرأس والعنق والكتفين والصدر والثدي. وتصف بشكل دقيق الكسور وأنواعها. وتتحدث عن كيفية إعادة مفصلي الفك السفلي إلى مكانهما وبما يتطابق تماما مع الطب الحديث. وتضم البردية وصفات لتحضير الغسول والغرغرة وعلاج خراج الأسنان واللثة ووصفات حشوات أسنان مؤقته.
ولوحظ في بردية إيبرس (المكتشفة في الأقصر عام 1862 م والمحفوظة حاليا في متحف ليبزج بألمانيا والبالغ طولها خمسة أمتار والمؤرخة بالقرن السادس عشر قبل الميلاد بالسنة التاسعة من حكم أمنحوتب الأول حوالي عام 1550 ق.م أو في عهد الفرعون أحمس الأول (1550-1525 ق.م) مؤسس الأسرة الثامنة عشرة والتي اكتشفت بين ساقي مومياء في مقبرة أثرية في طيبة وترجمت ونشر مضمونها عام 1875 وهي نسخة عن أصل دون في النصف الأول من الألف الثالث قبل الميلاد) اعتبار الأورام السرطانية صنفا من الأورام العامة كالالتهابات. وهي أقدم وثيقة طبية في العالم تتحدث عن علم التشريح أي دراسة التركيب الداخلي في الأجسام الحية وعن علم وظائف أعضاء القلب وأمراض القلب وكيفية علاجها. وتحتوي على وصفات طبية لعلاج مختلف الأمراض.. واعتقد البعض من الفراعنة أن الاصابة بورم الثدي هي عقوبة الاله لشخص ما على عمل أو تفكير سيء قام به، وأن السيئين من الناس فقط هم من يصابون بهذا النوع من الأورام.
وتجدر الإشارة إلى أن الفراعنة لم يستخدموا كلمة سرطان للدلالة على المرض. وينسب أصل تسمية المرض إلى أبقراط (460-370 ق.م) وهو أول من أطلق على الأورام الخبيثة اسم سرطان انطلاقا من الشبه في المظهر الخارجي لجسم السرطان القشري مع شكل الورم في سرطان الثدي والذي تتفرع أحيانا من جوانبه أوردة دموية تحت الجلد تشبه أذرع السرطان. كذلك وصف أبقراط شكل الأورام المرئية ظاهريا على الجلد والأنف. وأطلق كلمة كارسينوس “حيوان السرطان القشري” على الورم السرطاني غير المتقيح وكلمة كارسينوما للدلالة على الورم السرطاني المتقيح. وهو أول من قسم السرطانات إلى أورام خبيثة وأورام حميدة تشمل الأورام الالتهابية والاختلالات السرطانية الحميدة الصفات وهذا يتطابق مع الطب الحديث والذي يؤكد أن الاختلالات الخلوية المبدئية يمكن أن تكون حميدة وغير كاملة التسرطن.
ويمكن تشخيص الإصابة بالسرطان في حال ملاحظة حدوث تغيير في حجم الثدي أو شكله، أو وجود كتلة ظاهرة تبدو أكثر سُمكاً من بقيّة الثدي، أو تغيير في نسيج جلد الثدي مثل التجعيد، أو ظهور احمرار أو طفح جلدي على الجلد أو حول الحلمة، أو تغيير شكل الحلمة أو موضعها أو انكماشها، أو خروج سائل من الحلمة بدون عصر. إلى جانب الشعور بألم في الثدي أو في منطقة الإبط وانتفاخ في الإبط أو حول الترقوة ونقصا مفاجئا في الوزن. وقد يعاود سرطان الثدي الظهور مرة أخرى بعد بقائه خاملا لنحو 15 عاما بعد علاجه بنجاح وتبقى احتمالات انتشاره إلى العقد الليمفاوية قائمة ويمكن للعلاج الهرموني أن يحد من خطر عودة الورم. وهناك صلة بين سرطان الثدي وأمراض القلب وقد يضعف العلاج الكيميائي عضلة القلب وقد تزيد بعض الأدوية من احتمالات السكتة القلبية وفضلا عن تسبب العلاج الإشعاعي في اختلال ضربات القلب وإحداث خللا هيكليا في الشرايين وصمامات القلب.
ويمكن اكتشاف المرض مبكراً جداً من خلال البالماموغرام، وهو جهاز أشعة سينية يصور أنسجة الثدي ويساعد الأطباء في الكشف عن أي تغيير في أنسجة الثدي والكتل الصغيرة التي لا يشعر بها الطبيب أثناء الفحص السريري والفحص الذاتي من قِبل المريض. وفي بعض الحالات، تستخدم الأشعة التلفزيونية والتصوير بالرنين المغناطيسي وتحليل أنواع معينة من الجينات. واختبار جين سرطان الثدي وهو اختبار دم يستخدم تحليل الحمض النووي لتحديد التغيرات الضارة أو الطفرات وفي أخذ جينات قابلية الإصابة بسرطان الثدي يمكن الكشف عن خطر الإصابة بسرطان الثدي والمبيض. وتتنوع العلاجات بين كيميائية، وبيولوجية، وإشعاعية (للتخلص من بقايا الخلايا السرطانية)، وهرمونية، ومناعية (لتقوية مناعة الجسم وحث الخلايا المناعية على مهاجمة الخلايا السرطانية والقضاء عليها)، وجراحية، والعلاج الموجه (يستهدف خللاً معيناً في الخلية السرطانية فقط دون بقية خلايا الجسم السليمة، وبالتالي تقل المضاعفات والآثار الجانبية للعلاج)، والعلاج التلطيفي
ويتضح من النصوص المصرية أن عملية الكشف عن سرطان الثدي كانت يدوية تقوم على البحث عن الأورام باللمس (فحص يدوي تقليدي من خلال الضغط على أنسجة الثدي). ولكن هذه العملية غير دقيقة وعشوائية نسبيا. ويتم الفحص الذاتي للثدي برفع اليد فوق الرأس وبواسطة أصابع اليد الأخرى يتم تحسس الثدي بحركات دائرية مع المرور على منطقة الإبط لتحسس وجود الكتل مع الانتباه لشكل الجلد وحجم الثدي ومظهر الحلمتين. ويتم اليوم تشخيص السرطان عن طريق تقنيات التصوير بالرنين المغناطيسي والأشعة السينية والموجات فوق الصوتية. ويعد تحليل النسيج او الخزعة عامل مهم جدا في تشخيص السرطان. وبجانب تشخيص المرض فهو شرط اساسي في تحديد بعض المؤشرات لفاعلية بعض الادوية ولتنفيذ اختبارات وراثية. وتعد العمليات الجراحية أكثر الطرق العلاجية تأثيرا لبعض انواع السرطان. وتوثق البرديات الطبية المصرية القديمة 8 حالات من الاورام التي تصيب الثدي، وتم علاجها عن طريق الكي الذي يساعد في تدمير الأنسجة وذلك عن طريق استخدام أداة ساخنة تسمى “حفر النار”، ولكن لم تكن طريقة العلاج هذه فعالة للقضاء على الورم. والنقوش الطبية المصرية أقدم مصدر كتابي في العالم يشجع على الرضاعة الطبيعية ويؤكد الطب الحديث أن ذلك يقلل من مخاطر الإصابة بسرطان الثدي عند الأم، كما أنها تساعد على تمتع الطفل بمقاومة حسنة ضد الحساسية. وينوه مضمون البرديات الطبية المصرية على أهمية الحالة المعنوية المرتفعة للمريضة كأحد اهم اعمدة علاج سرطان الثدي.
حيث تتعرض المريضة لكثير من المضاعفات في كل مرحلة من مراحل المرض والعلاج ويتحدث الطب الحديث عن تغيرات نفسية وصحية مثل القلق والاكتئاب والحزن والغضب ورفض المرض أو إنكاره، والخوف والصدمة والانطوائية، والإحساس بالذنب. لذلك يجب رفع الحالة المعنوية للمريضة وزرع الأمل فيها والاصغاء لها واتاحة الفرصة لها للتعبير عن مشاعرها ومخاوفها وتهيئتها نفسيا لتقبل المرض والبدء بالعلاج ومساعدتها على اختيار الطعام الصحي وكمية الغذاء ونوعه. ومعالجة المشكلات الناتجة عن خصائص العلاج (تختلف باختلاف نوع العلاج وطبيعة المرض وصحة المريضة العامة) وعن الآثار الجانبية للعقاقير مثل القيء أو الامساك أو الاسهال أو الغثيان أو مشاكل التذوق وفقدان الشهية وتساقط الشعر. وتشير النقوش القديمة إلى أن الأورام السطحية كانت تتم إزالتها جراحيًّا بطرق مقاربة لما يتم في عصرنا الحالي.
ويلجئ إلى العلاج الكيميائي قبل الجراحة في حالات سرطان الثدي السلبي الثلاثي وبعض الأورام التي تتجاوز 2سم مع إيجابية المستقبلات أتش-إي-أر-2. ويستخدم في يومنا المعاصر دواء تراستوزوماب للمساعدة في علاج نوع من أنواع سرطان الثدي المبكر والذي يسببه هرمون أتش-إي-أر-2 المسؤول بنسبة جيدة عن الإصابة بأورام الثدي السرطانية. وفي حال كبر حجم الورم أو تعذر إعطاء العلاج الإشعاعي يستأصل جزء من الثدي أو الثدي بأكمله أو الثدي مع الغدد الليمفاوية تحت الإبط أو الثديين معا. وبفضل عمليات التجميل الطبية ابتكرت طرق عديدة لعدم استئصال الثدي كاملا في بعض الحالات أو إعادة مظهر الثدي من خلال عمليات ووسائل تجميلية. وفي أنواع سرطان الثدي التي لديها حساسية للهرمونات الأنثوية والسرطانات ذات المستقبلات الموجبة يستخدم العلاج الهرموني دون علاج كيميائي أو العلاج الكيميائي متبوعا بالعلاج الهرموني. والعلاج التلطيفي لكبح جماح الخلايا والسيطرة على المرض وتخفيف الأعراض الناتجة تقدم الورم وتخفيف الألم.
وتعتبر الهرمونات عوامل مهمة في الإصابة بالسرطان المرتبط بالجنس، مثل سرطان الثدي وبطانة الرحم والبروستاتا والمبيض والخصية وكذلك سرطان الغدة الدرقية وسرطان العظام. وتلعب بعض الهرمونات دورًا في تطور السرطان عن طريق تعزيز تكاثر الخلايا.
التشخيص الصحيح للسرطان وتحديد نوعه هو الخطوة الأولى في تحديد نوع العلاج لأن كل نوع من انواع السرطان يتطلب نظام علاج خاص يشمل أسلوباً واحداً أو أكثر من أساليب العلاج، مثل الجراحة والعلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي ويتم تشخيص المرض من خلال الفحص السريري وفيه يفحص الطبيب جسم المريض، ويبحث عن أي كتلة أو تغير في لون الجلد، أو زيادة في الحجم تدل على حدوث السرطان. والفحص المخبري وفيه أخذ عينة من الدم للكشف عن السرطان مثل سرطان الدم. والتشخيص بالأشعة مثل الأشعة فوق الصوتية والتي يحصل الطبيب من خلالها على صورة كاملة وواضحة للمرض في منطقة البطن ومنطقة الحوض والأنسجة الرخوة في الجسم، وأشعة العظام، والتصوير بالرنين المغناطيسي أكثر طرق تشخيص السرطان نجاحاً ودقة وبفضلها يمكن تحديد نوع ومكان السرطان ومدى الخلايا المتضررة من انتشار الورم السرطاني، والأشعة المقطعية لفحص العظام والأعضاء الداخلية وهي أدق من التصوير الشعاعي لأنه يتم من خلالها فحص أعضاء الجسم بشكل توضيحي وتفصيلي أكثر. وأخذ خعة أو عينة من الورم ويعتمد على نوع السرطان وموقعه في الجسم. وهو أفضل الطرق لتشخيص معظم أنواع السرطان. ويشير تشخيص الأنسجة من الخزعة إلى نوع الخلية التي تتكاثر، ودرجها النسيجي، والتشوهات الوراثية وغيرها من الخصائص. وتوفر اختبارات الوراثة الخلوية والكيمياء المناعية وهي أنواع أخرى من اختبارات الأنسجة معلومات حول التغيرات الجزيئية (مثل الطفرات وجينات الانصهار وتغيرات الكروموسومات العددية). ويمكن التشخيص بالتنظير الداخلي من فحص المعدة والأمعاء والمثانة والقصبات الهوائية أو أخذ خزعة من الورم لفحصها مجهريا وذلك من خلال إدخال منظار مزود بكاميرا لفحص مكان الأنسجة المصابة بالسرطان.
وتتم معالجة السرطان بطرق عديدة وبعد تحديد نوعه وانتشاره ومدى انتشاره من موقع تكوينه فضلا عن حالة المريض الصحية. وسنتحدث في الجزء الخامس من سلسلة زبدة الطلب في تاريخ أمراض السرطان وإنجازات الطب والأطباء عن أمراض السرطان والتي ثبت وجودها بفضل تقنيات الطب الحديث والمعاصر في المومياوات الفرعونية.
مراجع للاستزادة:
*Victora Cesar G, Bahl R., Barros Aluísio J D, França Giovanny V A, et al. Breastfeeding in the 21st century: epidemiology, mechanisms, and lifelong effect. The Lancet Breastfeeding Series Group. Lancet, 387, 2016, pp. 475-490.
*Unar-Munquia M.l. Torres-Mejia G., Colchero M. Arantxa, et al. Breastfeeding Mode and Risk of Breast Cancer: A Dose-Response Meta-Analysis. Journal of Human Lactation, vol 33, 2017, n°2, pp 422-434.
*Woolf S.H., The 2009 Breast Cancer Screening Recommendations of the US Preventive Services Task Force. JAMA. 303(2); Jan 2010, pp.162-73.
*Andersson, I., Aspergren, K., Janzon, L. et al. “Mammographic Screening and Mortality from Breast Cancer: The Malmo Mammographic Screening Trial”, British Medical Journal 297, 1988, pp. 943-948.
*Austoker, Joan and Evans, Julie “Breast Self-Examination”, 1992, pp. 162-188 in T. Heller et al. (eds) Preventing Cancers. Milton Keynes: Open University Press.
*Bain, C., Willet, W., Rosner, B. et al. “Early Age at First Birth and Decreased Risk of Breast Cancer”, American Journal of Epidemiology 114(5), 1981, pp.705-709.
*Baltrusch, H. J. F. and Waltz, Millard “Cancer from a Biobehavioral and Social Epidemiological Perspective”, Social Science and Medicine 20(8), 1985, pp.789-794.
*Bassett, M. T. and Krieger, N. “Social Class and Black-White Differences in Breast Cancer Survival”, American Journal of Public Health 76, 1986, pp. 1400-1403.
*Bean, Judy A. “Epidemiologic Review of Cancer in Women”, Chapter 2 in S.D. Stellman (ed.) Women and Cancer. 1987, New York: Harrington Park Press.
* Bertin, M. and Lallemand, J. “Augmentation des cancers de la thyroide de l’enfant en Balarus”, Annales d’Endocrinologie 53, 1992, pp. 173-177.
* Blair, Alan “Social Class and the Contextualization of Illness Experience”, 1995, pp. 27-48 in A. Radley (ed.) Worlds of Illness. Biographical and Cultural Perspectives on Health and Disease. London and New York: Routledge.
*Blaxter, Mildred (Why do Victims Blame Themselves?), 1995, pp. 125-142. in A. Radley (ed.) Worlds of Illness. Biographical and Cultural Perspectives on Health and Disease. London and New York: Routledge.
* Bongaarts, John and Cotts-Watkins, Susan “Social Interactions and Contemporary Fertility Transitions”, Population and Development Review 22(4), 1996, pp. 639-682.
*Alran S., Salmon R. Evolution des pratiques chirurgicales dans le traitement du cancer du sein: du curage axillaire au ganglion sentinelle. Kinésithér Scient, 504, 2009, pp. 9-14.
*Alran S. Biffaud J. Ch. Effets de la chirurgie axillaire sur le système lymphatique. Kinésithér Scientif, 537, 2012, pp. 9-18.
*Arnal-Morvan B., Laganier M.: AntiCancer du sein, prévenir et accompagner. Eyrolles, 2015.
*Arrault M., Vignes S. Facteurs de risque de développement d’un lymphœdème du membre supérieur après cancer du sein. Bulletin du cancer. 93, 2006, 10. 1001-6.
*Becker C. Traitement des lymphœdèmes du membre supérieur après adénectomie et radiothérapie. La Lettre du Sénologue. 2009, n°44, pp. 18-21.
*Bernard D. Prise en charge kinésithérapique du syndrome douloureux post-mastectomie. Kinésither Scient,1103, 2008, pp. 34-7.
*Biffaud J.Ch. Rééducation et cancer du sein: expérience de mise en place d’un livret d’information et d’éducation de la patiente. Kinésithér Scient, 506, 2010, pp. 39-42.
*Bouillet T., Zelek L. Utilisté et mécanismes de l’activité physique et sportive en oncologie mammaire. La Lettre du Sénologue. 2015, n°69, 10-14.
*Bourgeois J.F., Gourgou S., Kramar A., Lagarde J.M., Guillot B. A randomized prospective study using the LPG technique in treating radiation-induced skin fibrosis: clinical and profilometric analysis. Skin and Research Technology, 14, 2008, pp. 71-6.
*Caltagirone A. Savoir rester belle pendant et après les traitements anti-cancer. Editions Salutaires. 2012.
*Clough K. B., Nos C., Fitoussi A., Séquelles esthétiques du traitement conservateur des cancers du sein: une classification pour les reconstructions après tumorectomie. Ann Chir Plast Esth, 53, 2008, pp.88-101.
*Clough K.B., Sarfati I., Fitoussi A., Leblanc-Talent P. Reconstruction mammaire par prothèse: vieillissement et résultats esthétiques tardifs. Ann Chir Plats Esthét, 50, 2005, pp. 560-74.
*Chardon-Bras M. Prise en charge et physiothérapie du lymphœdème des membres. Réalités en gynécologie-obstétrique. 161, Mars Avril 2012.
*Cottu P., Espié M. Dépistage organisé du cancer du sein: le point en 2014. La Lettre du Sénologue. 2014, n°65, pp. 24-28.
*Cuvier C. Rechutes locales après traitement conservateur du cancer du sein: pronostic et prise en charge. Réalités en gynécologie-Obstétrique. 141, Novembre/Décembre 2009.
*Dalenc F. Toxicité et effets secondaires à long terme de l’hormonothérapie adjuvante. La Lettre du Sénologue. 2009, n°44, pp. 22-26.
*Dejode M., Bordes V., Jaffré I., Classe J.-M., Dravet F. Résultats oncologiques, fonctionnels et esthétiques; évaluation de la qualité de vie après reconstruction mammaire par lambeau de muscle grand dorsal. A propos d’une série rétrospective de 450 patientes. Ann Chir Plats Esthét, 56, pp. 207-215.
*Dumat A., Ménat E. Cancer: un accompagnement qui change tout. La Source Vive Editions, 2015.
*Duret J. Cancer, sport, lymphœdème. Kinésithér Scientif, 537, 2012, pp. 49-52.
*Ferrandez J.-C., Theys S., GanchouP. -H., Richaud C. Physiothérapie des lymphoedèmes après cancer du sein: ce qui a changé dans la prise en charge libérale. Kinésither Scient, 571, 2015, pp. 5-11.
*Ferrandez J.-C. Evolution des vaisseaux lymphatiques après curage axillaire : oblitérations et thromboses lymphatiques superficielles. Kinésithér Scient, 537, 2012, pp.19-21.
*Ferrandez J.-C. Cancer du sein et hormones. Tour d’horizon. Kinésither Scient, 1168, 2009, pp. 22-5.
*Ferrandez J.-C. Le kinésithérapeute face à l’évolution du traitement du cancer du sein. Drainage lymphatique–Contention. Kinésither Scient, 1123, 2008, pp.18-21.
*Ferrandez J.-C., Serin D. Rééducation et cancer du sein, Paris, Masson, 2ème edition, 2006.
*Ferrandez J-C., Consultation kinésithérapique d’ancrage pour le traitement du lymphœdème après cancer du sein. Kinésither Scient, 423, 2002, pp. 27-9.
*Ferrandez J-C., Quelle rééducation proposer aux femmes opérées d’un cancer du sein ? Kinésither Scient, 402, 2000, pp. 23-8.
*Ferrandez J-C., Piollet I., Serin D. Comment éduquer utilement une patiente opérée d’un cancer du sein à la prévention de son lymphœdème. Etre utile sans nuire à la qualité de vie. Ann Kinésither, 26,1999, p.265.
*Ferrandez J-C. Contentions élastico-rigides adhésives et lymphœdèmes en pratique libérale. Kinésither Scient, 368, 1997, pp.16-9.
*Field, Hernandez-Reif, Diego. Cortisol decreases and serotonin and dopamine increase following massage therapy. International journal of neuroscience. 115, 2005, pp. 1397–1413.
*Fourchotte V. Cancer du sein: peut-on agir sur son destin? La Lettre du Sénologue, 2013, n°59, pp. 6-8.
*Gipson J., Olivier J.-B. La chirurgie reconstructrice après cancer du sein: rôle de la kinésithérapie pré et post-opératoire. Kinésither Scient 571, 2015, pp. 31-40.
*Gros D. Cancer du sein- Entre raison et sentiments. Springer-Verlag, 2009.
*Gros D. Comment aimer avec un sein en moins et un cancer en plus? Revue francophone de Psycho-oncologie. 3, 2005, pp.145-150.
*Guedj R.-B., Leduc A. L’importance des voies de dérivation dans le traitement physique de l’œdème du membre supérieur consécutif au traitement du cancer du sein. Cah. Kinésithér,141, 1990, pp. 57-64.
*Hernandez-Reif, Field, Ironson. Natural killer cells and lymphocytes increase in women with breast cancer following massage therapy. International journal of neuroscience. 115, 2005, pp. 495-510.
*Heudel P. Système lymphatique et dissémination du cancer du sein. Kinésithér Scientif, 537, 2012, pp. 5-7.
*Honoré S. Mieux vivre son cancer du sein. Le cahier d’exercices. ESF Editeur. 2014.
*Janian M., El Hachem N. L’évaluation de l’efficacité du traitement neuroméningé et fasciathérapique dans la récupération de l’amplitude articulaire de l’épaule après mastectomie unilatérale totale chez les femmes entre 40 et 60 ans. Kinésithér Scient, 519, 2011, pp. 29-39.
*Joyeux H. Changez d’alimentation. Paris, Editions du Rocher. 2013.
*Joyeux H., Arnal B. Comment enrayer l’épidémie des cancers du sein et des récidives? Paris, François-Xavier de Guibert. 2010.
*Joyeux H. Femmes, si vous saviez ! Des hormones de la puberté à la ménopause. 110 Questions-Réponses. Paris, François-Xavier de Guibert. 2009.
*Krakowski I. Les soins oncologiques de support à l’heure du troisième plan cancer. La Lettre du Sénologue. 2014, n°64, pp.25-28.
*Labrèze L., Dixmérias-Iskandar F., Monnin D., Bussières E., Delahaye E., Bernard D., Lakdja F. Prise en charge du syndrome douloureux post-mastectomie: revue de la littérature pour des recommandations de bonnes pratiques evidence based et proposition d’arbres de décision. Bull Cancer; 94(3), pp.275-85.
*Leduc O., Sichere M., Snoeck T., Leduc A., Tinlot A., Darc S., Wilputte F., Parijs T., Clément A., Moreau, Syndrome des cordelettes: nature et localisation. Kinésithér scient 502, 2009, pp. 37-39.
*Lee TS, Kilbbreath SL, Refshauge KM, Herbert RD, Beith JM. Prognosis of the upper limb following surgery and radiation for breast cancer. Breast Cancer Res Treat, 110(1) 2008, pp.19-37.
*Le Vu B., Dumortier A., Guillaume M.-V., Mouriesse H., Barreau-Pouhaer L. Efficacité du massage et de la mobilisation du membre supérieur après traitement chirurgical du cancer du sein. Bull Cancer 84, 1997, pp. 957-96.
*Lhoest F., Grandjean F.X., Heymans O. La maladie de Mondor: une complication de la chirurgie mammaire. Ann Chir Plast, 50, 2005, pp. 197-201.
*Lis C. L’impatiente. Edition JC Lattes. 2009.
*Marsiglia H. Complications de la radiothérapie du sein. La Lettre du Sénologue. 2009, n°44, pp.14-16.
*Mathelin C., Annane K.: Répercussions somatiques et psychologiques des modifications hormonales liées aux traitements adjuvants des cancers du sein de la femme jeune. Revue francophone de Psycho-Oncologie. 3, 2005, pp. 151-156.
*Merchant C.R., Chapman T., Kilbreath S.L., Refshauge K.M., Krupa K. Decreased muscle strength following management of breast cancer. Disability and Rehabilitation 30(15), 2008, pp.1098-1105.
*Mesny Deschamps N., Dr Vilcoq. De vous à moi. Paris, Editions Feuilles. 2013.
*Parat H. Sein de femme, sein de mère. PUF, 2011.
*Petiot S., Hérisson C., Pélissier J. Cancer du sein et médecine de rééducation. Paris, Masson, 2007.
*Porché M., Barbier P, Total J. Rivoire M., Bobin J.Y., Delay E. Kinésithérapie du TRAM: reconstruction mammaire par transfert du muscle grand droit de l’abdomen. Kinésither Scient, 35, 1995, pp.15-21.
*Pradines M. La pneumopathie radique. Kinésithér Scientif, 537, 2012, pp. 27-32.
*Pujol P. Prévention du cancer du sein chez les femmes porteuses d’une mutation de BRCA1 ou de BRCA2. La Lettre du Sénologue, 2013, n°60, pp. 5-13.
*Ricadat E., Taïeb L. Après le cancer du sein. Un féminin à reconstruire. Albin Michel. 2008.
*Rimareix F., Garbay J.R., Mazouni C., Cothier I. Séquelles esthétiques des traitements conservateurs du cancer du sein. La Lettre du Sénologue. 2009, n°44, pp.10-12.
*Rolland J. Kinésithérapie après cancer du sein. Gynécologie Obstétrique pratique. Novembre 2014, n°269, pp. 8-9.
*Rolland J. Techniques de prise en charge de l’épaule dans le cadre d’une chirurgie pour cancer du sein (3e partie). Kinésithér Scient, 538, 2012, pp. 57-60.
*Rolland J. Techniques de prise en charge de l’épaule dans le cadre d’une chirurgie pour cancer du sein (2e partie). Kinésithér Scient, 537, 2012, 75-77.
*Rolland J. Techniques de prise en charge de l’épaule dans le cadre d’une chirurgie pour cancer du sein (1e partie). Kinésithér Scient, 536, 2012, pp. 81-86.
*Rolland J. La prise en charge des suites du cancer du sein. Kiné Point Presse. 2012, n°28, pp. 24-25.
*Rolland J. Sexualité et cancer du sein: reconstruire sa féminité après une chirurgie mammaire: place et rôles du kinésithérapeute. Profession Kiné. 2011, n°33, p. 11.
*Rotenberg L., Guigui J., Lenczner G., Bèges C., Ouazan H. Surveillance des femmes qui ont eu un cancer du sein jeunes. La Lettre du Sénologue. 2014, n°63, pp. 30-35.
*Rouzier R., Louis-Sylvestre C., Nos C., Fitoussi A., Clough K. B. Reconstruction mammaire autologue par lambeau de grand dorsal. Ann Chir Plast Esth, 45, 2000, pp. 583-588.
*Salmon R.J., Hamelin J.P. Maladie de Mondor: vers une nouvelle explication physio-pathologique et son traitement. Oncologie, 6, 2004, pp. 477-80.
*Serin D., Piollet-Calmette I. La prise en charge globale des malades atteints de cancer du sein: rôle et place de la psycho-oncologie. La lettre du Sénologue, 18, 2002, pp.7-8.
*Srour F., Nephtali J-L., Examen clinique et tests de la scapula. Kinesither Rev;12(127), 2012, pp. 40-49.
*Srour F., Nephtali J-L., Rééducation des épaules présentant une dyskinésie de la scapula. Kinesither Rev; 12(127), 2012, pp. 50-62.
*Sturgeon; Wetta-Hall; Hart. Effects of Therapeutic Massage on the Quality of Life Among Patients with Breast Cancer During Treatment. The Journal of alternative and complementary medicine 15, 2009, pp. 373 – 380.
*Thareau L. Kinésithérapie après reconstruction mammaire par lambeau du grand dorsal: intégration de la technique Mézières. Kinésither Scient; 453, 2005, pp. 37-44.
*Theys S., Jamart J., Popierlaz M., Deltombe Th., Schoevaerdts J.C. Le drainage lymphatique manuel: rétrograde versus antérograde. Ann Kinésither; 2, 2000, pp. 247-50.
*Torres-Lacomba M., Mayoral del Moral O.: Les thromboses lymphatiques superficielles à l’origine du syndrome douloureux myofascial après curage axillaire pour cancer du sein. Kinésithérapie Scientifique 494, 2008, pp. 26-9.
*Torres-Lacomba M., Mayoral del Moral O. Gerwin R. D. Syndrome douloureux myofascial après cancer du sein. Kinésithérapie Scientifique; 504, 2009, pp. 26- 30.
*Vaillant L., Tauveron V. Infections des lymphœdèmes. Kinésithér Scientif; 537, 2012, pp. 23-26.
*Varaud N., Ferrandez J.-C.: Kinésithérapie de la cicatrice et de la paroi thoracique de la mastectomisée pré- et post-reconstruction mammaire. Cah. Kinésithér. 190, 1998, pp. 1-9.
*Zelek L. Chicago 2013: les études qui pourraient changer les pratiques dans les cancers du sein. La Lettre du Sénologue. n°61, 2013, pp. 29-32.
*Zerbib E., Nos C. Ganglion sentinelle et cancer du sein. La lettre du sénologue. n°70, 2015 :10-13.
*Thibert, C. Cancer du sein: informer avant de dépister. Le Figaro, 2017, p. 12.
*Autier, P., & Boniol, M. Mammography screening: A major issue in medicine. European Journal of Cancer, 90, 2018, pp. 34‑62.
*Autier, P., Boniol, M., Koechlin, A., Pizot, C., & Boniol, M. Effectiveness of and overdiagnosis from mammography screening in the Netherlands: population based study. BMJ, 359, j5224. 2017.
*Duffy, S. W., Agbaje, O., Tabar, L., Vitak, B., Bjurstam, N., Bjorneld, L., … Warwick, J. Overdiagnosis and overtreatment of breast cancer – Estimates of overdiagnosis from two trials of mammographic screening for breast cancer. Breast Cancer Research, 7(6), 2005, pp. 258‑265.
* Gøtzsche, P. C., & Olsen, O. Is screening for breast cancer with mammography justifiable? The Lancet, 355(9198), 2000, pp.129‑134.
*Harding, C., Pompei, F., Burmistrov, D., Welch, H. G., Abebe, R., & Wilson, R. Breast Cancer Screening, Incidence, and Mortality Across US Counties. JAMA Internal Medicine, 175(9), 2015, pp. 1483‑1489.
*Independent UK Panel on Breast Cancer Screening. The benefits and harms of breast cancer screening: an independent review. Lancet (London, England), 380(9855), 2012, pp. 1778‑1786.
*Koleva-Kolarova, R. G., Daszczuck, A. M., de Jonge, C., Abu Hantash, M. K., Zhan, Z. Z., Postema, E. J., … de Bock, G. H. A modelling study to evaluate the costs and effects of lowering the starting age of population breast cancer screening. Maturitas, The European Menopause Journal, 109, 2018, pp. 81‑88.
*Monticciolo, D. L., Helvie, M. A., & Hendrick, R. E. Current Issues in the Overdiagnosis and Overtreatment of Breast Cancer. American Journal of Roentgenology, 210(2), 2018, pp. 285‑291.
* Penault-Llorca, F. Évolution de la classification des cancers du sein. Biologie Aujourd’hui, 208(4), 2015, pp. 251‑259.
*Sicsic, J., Pelletier-Fleury, N., & Moumjid, N. Women’s Benefits and Harms Trade-Offs in Breast Cancer Screening: Results from a Discrete-Choice Experiment. Value in Health, 21(1), 2018, pp. 78-88.
*Tabár, L., Fagerberg, C. J., Gad, A., Baldetorp, L., Holmberg, L. H., Gröntoft, O., … Eklund, G. Reduction in mortality from breast cancer after mass screening with mammography. Randomised trial from the Breast Cancer Screening Working Group of the Swedish National Board of Health and Welfare. Lancet (London, England), 1(8433), 1985, pp. 829‑832.
*Thomas, E. T., Del Mar, C., Glasziou, P., Wright, G., Barratt, A., & Bell, K. J. L. Prevalence of incidental breast cancer and precursor lesions in autopsy studies: a systematic review and meta-analysis. BMC Cancer, 2017.
* Vrinten, C., McGregor, L. M., Heinrich, M., von Wagner, C., Waller, J., Wardle, J., & Black, G. B. What do people fear about cancer? A systematic review and meta-synthesis of cancer fears in the general population. Psycho-Oncology, Journal of the Psychological, Social and Behavioral Dimensions of Cancer, 26(8), 2017, pp. 1070‑1079.
*Wallis, M. G. How do we manage overdiagnosis/overtreatment in breast screening? Clinical Radiology, 73(4), 2018, pp. 372‑380.
*Kaufert, Patricia A. “Menopause as a Process or Event: The Creation of Definitions in Biomedicine”, pp. 331-349 in M. Lock and D. Gordon (eds) Biomedicine Examined. Dordrecht: Kluwer. 1988.
Kooiker, Sjoerd and Christiansen, Terkel “Inequalities in Health: The Interaction of Circumstances and Health Related Behavior”, Sociology of Health and Illness 17(4), 1995, pp. 495-524.
*Meyerowitz, Beth E. and Hart, Stacey “Women and Cancer: Have Assumptions about Women Limited our Research Agenda?”, 1994, pp. 51-80 in A. L. Stanton and S. J. Gallant (eds) The Psychology of Women’s Health. Washington, DC: American Psychological Association.
*Miller, A. B., Feuer, E. J. and Hankey, B. F. “The Increasing Incidence of Breast Cancer Since 1982: Relevance of Early Detection”, Cancer Causes and Control 2, 1991, pp. 71-76.
*Mori, M., Harabuchi, I., Miyake, H. et al. “Reproductive, Genetic, and Dietary Risk Factors for Ovarian Cancer”, American Journal of Epidemiology 128(4), 1988, pp. 771-777.
*Phillips, R. L. and Kuzma, J. W. “Influence of Selection Versus Life Style on the Risk of Fatal Cancer and Cardio-Vascular Disease Among Seventh Day Adventists”, American Journal of Epidemiology 112(2), 1980, pp. 296-314.
*Royak-Schaler, Renee “Psychological Processes in Breast Cancer: A Review of Selected Research”, Journal of Psychosocial Oncology 9(4), 1991, pp. 71-89.
*Slattery, M. L., Overall, J. C., Abbott, T. M. et al. “Sexual Activity, Contraception, Genital Infections, and Cervical Cancer: Support for a Sexually Transmitted Disease Hypothesis”, American Journal of Epidemiology 130, 1989, pp. 248-258.
*Stein, J. A., Fox, S. A. and Murata, P. J. “The Influence of Ethnicity, Socioeconomic Status, and Psychological Barriers on Use of Mammography”, Journal of Health and Social Behavior 32(2), 1991, pp. 101-113.
*Wetle, Terrie “Age as a Risk Factor for Inadequate Treatment”, Journal of American Medical Association 258, 1987, pp. 516.
*Yoo, K. Y., Tajima, K., Kuroishi, T. et al. “Independent Protective Effect of Lactation Against Breast Cancer”, American Journal of Epidemiology 135, 1992,
pp. 726-733