يرسم الشاعر صقر عليشي رؤاه الشعرية في أول قصيدتين من مجموعته الجديدة أساطير فينيقية بمقاييس حرة تجعله منفردا في صناعة الدهشة والجمال.
الشاعر عليشي عبر مسيرته الشعرية منذ أربعة عقود خلت وبعد عدة مجموعات شعرية مختلفة يرى أنه يكتب شعرا كي تستمد السماوات زرقتها من جمال الصور ويكتب شعرا ليرضى نزول المطر على الأرض.
وتجمع قصائد الشاعر عليشي بين المفردات البسيطة السهلة وبين عمق المعنى والرمز الشفاف وتستهويه في بعض قصائده السخرية التي تحمل أبعادا فلسفية عميقة ولكنها قد تقلب الطاولة على كل الفلسفات كما في قصيدة الذيل وحكايات الجدة وتغيير العالم وسواها.
ولعل عنصري الدهشة والمفاجأة أهم ما يلجأ إليه عليشي في نصوصه دون أن يحدد مكان هذه العناصر التي قد يبدأ قصائده بها كما في تربية جمالية التي تأتي الدهشة منذ العبارة الأولى “في ظل الأخلاق العالية لأشجار الحور ربينا” وربما في وسطها أو في آخرها كما في قصيدة كلام عميق مما يدل على أن هذين العنصرين يطغيان على المجموعة من أولها إلى آخرها.
قصائد المجموعة مختارة من مجموعات الشاعر “قصائد مشرفة على التل” و”الأسرار” و”قليل من الوجد” و”عناقيد الحكمة” و”الغزال” و”معنى على التل” وتقع في 307 صفحات من القطع المتوسط صادرة عن الهيئة العامة السورية للكتاب.
والشاعر عليشي من أهم شعراء الجيل الثاني بعد جيل فرسان الحداثة في الخمسينيات له غير المجموعات المذكورة ديوان تحت الطبع بعنوان “سرة ودوائر أخرى”.
بلال أحمد