متحف طرطوس أيقونة أثرية فريدة تحوي كنوزاً ثمينة

مبنى متحف طرطوس أيقونة فريدة تحكي تاريخاً قديماً، فبناء المتحف هو عبارة عن كاتدرائية بني القسم الأكبر والأجمل منها في منتصف القرن الثاني عشر في العهد الصليبي على أنقاض كنيسة مريمية، يقال إن القديس بولس شارك في بنائها، والكاتدرائية (المتحف) متأثرة بالعمارة البيزنطية وعمارة الكنائس الشرقية، واعتبرت أهم مزار للحج المسيحي في العهد البيزنطي لأن مذبح الكاتدرائية – وفق الروايات التاريخية – دشّنه القديس بطرس خلال رحلته من القدس إلى أنطاكية، وأيقونة العذراء رسمها القديس لوقا في الكاتدرائية لكن الصليبيين أخذوها معهم أثناء رحيلهم، لذلك أطلق عليها كنيسة الحجاج أو كنيسة العذراء.
واستناداً إلى وثائق مديرية آثار طرطوس وأمانة المتحف الوطني فيها، فقد هاجم الظاهر بيبرس طرطوس في منتصف القرن الثالث عشر الميلادي (1265م) وفكّر المدافعون عن الكاتدرائية بهدمها حتى لا تقع بيد المماليك لكن البابا كليمونت الرابع رفض الفكرة وقرر تدعيم الكاتدرائية بتقوية البرجين الخلفيين وبناء برجين إضافيين في الأمام، لكن حالياً لا يظهر أي أثر لهذه الأبراج، وفي منتصف القرن التاسع عشر حولها العثمانيون إلى جامع، فبنوا مئذنة عليها في الزاوية الشمالية الغربية وأضافوا محراباً في الجدار الجنوبي منها وأصبحت ثكنة للجيش التركي. وفي عام 1920م جعلها الحاكم الفرنسي في زمن الانتداب مأوى للاجئين وفي عام 1956 أصبحت متحفاً وطنياً لمحافظة طرطوس بسجل أثري رقم 8 تاريخ 14/1/1958.
وتبلغ أبعاد الكاتدرائية (المتحف) 40-34.5م وارتفاعها 17م وتتألف من ثلاثة أروقة: أوسط وجانبيان، وبنيت هذه الأروقة على ركائز أعمدة ذات مقطع عرضي مصلب، ويظهر تأثير الفن القوطي على زخارف تيجان الأعمدة، ويوجد على الواجهة الغربية للكاتدرائية خمس نوافذ موزعة على الأروقة وتنير صحن الكاتدرائية ومن الجهة الشرقية توجد نافذة تنير الهيكل ويوجد برجان في طرفي الكنيسة الشرقيين (شمالاً وجنوباً) في كل منهما حجرة للتعبد والدفاع عن الكنيسة.
ويحوي متحف طرطوس معروضات أثرية تعود لعدة حقب تاريخية، فهناك مجموعة تماثيل لرجال ونساء يقدمون القرابين للأرباب أحضرت من منطقة عمريت وتعود للقرن الخامس قبل الميلاد، وتوجد في المتحف مجموعة أدوات فخارية وبرونزية وأختام من موقع تل كزل تعود للعصور الحديدية والفارسية والهلنستية، كما توجد مجموعة من القوارير والأباريق والأكواب والفخاريات والسرج تعود إلى الفترات اليونانية والرومية والبيزنطية وجدت في المنطقة الساحلية، كما توجد ثلاث لوحات فسيفسائية تعود للفترة الرومية وهي: بوسايدن إله البحر، راعٍ أمام قطيعه، امرأة جالسة تمثل الربة إلفيوس ربة الخصب والطبيعة.
ومن محتويات المتحف أيضاً الإله بعل الفينيقي إله المطر والسحاب وهو منحوت من البازلت الأسود ويعود إلى القرن السابع قبل الميلاد، ويوجد تابوت رخامي رومي نحت عليه ايروس إله الحب وديونيسيوس إله الخمر من الداخل، أما من الخارج فيوجد نحت أثينا ربة الحرب ويعود إلى القرن الثالث الميلادي، كما توجد في المتحف مجموعة من التوابيت الإنسانية أحدها رخامي يعود إلى نهاية القرن الخامس قبل الميلاد وآخر من البازلت الأسود متأثر بالنمط الآشوري. وهناك العديد من القطع الأثرية الأخرى في المتحف لا يزال البحث جارياً عن تاريخها، كما يوجد في حديقة المتحف العديد من القطع الأثرية الرخامية والبازلتية التي تعود إلى فترات مختلفة.

اخبار الاتحاد