تنعكس عليه…! سعاد زاهر

وقت مستقطع لطالما قضينا في حيزه الضيق وقتاً لا ينسى…!

الطقس الجماعي، وانت تنزل درجات مسرح القباني أو الحمراء بسرعة، بشغف من سيكتشف أفكاراً تعينه على فهم جمالية أوقات لا تتكرر.

تلك الأوقات المسرحية، بغناها الفكري والفني، تعينك في أسوأ أوقاتك على فلترة المصاعب، فكفكتها بهدوء من خبرها، من عاش ظرفاً مشابهاً.

لا شك أن المشهدية السابقة تلائم أوان مختلف، اليوم لا يمكننا التعاطي مع المسرح حتى في أبهى الظروف برومانسية، جميع انتكاساتنا الأخيرة انعكست عليه، وكأنه لا يكفيه مصاعبه، جراء واقع اختلف عن كل ما عاشه في قرن مضى حين كانت قنوات المنافسة محدودة من تلفزيون وسينما، بينما اليوم بالكاد يرى إلا من قبل الشغوفين به.

العروض المسرحية مستمرة، ولكن الحيز المكاني بدلاً من أن يتسع ها هو يضيق، ويبدو عاجزاً عن جذب سوى تلك الاعداد المحدودة التي اعتادته..

نصوص عروضها حين تقرأها جيداً، تجد أنها في كثير من الأحيان لم تتمكن من تلمس التحولات التي طرأت على مجتمعنا، ولم تتمكن من حياكة أفكار لنصوص أمسكت بعمق في ثنايا أزمتنا، بما يدع مجالاً للاقتناع بنص محلي..نص رصد الواقع وانتقده وتمكنت لحظاته المسرحية من المرور إلى روح جمهور كل ما يتوق إليه اليوم من يفهم حاله، فربما حينها نداءاته تلقى من يبتكر لها حلولاً!

رؤية- سعاد زاهر

اخبار الاتحاد