الشبل: سورية أيدت حق روسيا بحماية أمنها القومي انطلاقاً من موقفها الداعم لحق الشعوب في الدفاع عن نفسها
أكدت المستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية لونا الشبل أن سورية أيدت حق روسيا وواجبها في الدفاع عن نفسها وأرضها وشعبها وحدودها وأمنها القومي وفق القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة بمواجهة تهديدات حلف الناتو والنازيين الجدد في أوكرانيا.
وقالت الشبل في مقابلة مع قناة بي بي سي العربية اليوم إن ميثاق الأمم المتحدة يسمح وفق المادة 51 للدول في حال تعرضها لتهديد أو عدوان بأن تدافع عن نفسها ولا يهم هنا التفسير الذي تريده الدول الغربية لهذه المادة.
وشددت الشبل على أن موقف سورية ثابت ومبدئي في دعم حق الشعوب بالدفاع عن نفسها وعلى أنها تأخذ قراراتها دائما بهدوء وليس على شكل ردود أفعال بمعنى أن موقفها مبني على المصالح والمبادئ والقضايا المشتركة بين الدولتين السورية والروسية مشيرة إلى أن روسيا لم تكن مهددة فقط بل عرضت وثائق تؤكد بأن أوكرانيا كانت هي من ستقوم بشن العدوان عليها لو لم تقم هي بمبادرة الدفاع عن نفسها.
وحول استنفار متطوعين في سورية للذهاب الى أوكرانيا قالت الشبل:”هناك الكثير من السوريين في الحقيقة أبدوا رغبتهم بالتطوع والقتال إلى جانب روسيا في عمليتها العسكرية من باب رد الجميل لوقوفها مع الشعب والجيش السوري في الحرب على الإرهاب وتقديمها الدماء في سبيل ذلك لكن من معرفتنا بتطور الأوضاع الميدانية والعمليات العسكرية في روسيا ليس هناك داع لوجود متطوعين الآن وبالمقابل فروسيا لم تطلب متطوعين سوريين بشكل رسمي من الدولة السورية وبالتالي لا يمكن للدولة السورية أن تقوم بأي إجراء رسمي طالما ليس هناك طلب من روسيا بهذا الخصوص”.
وشددت الشبل على أن التحالف بين سورية وروسيا لا يعني فقط عملية عسكرية هنا أو طائرة تحلق هناك أو أن نحارب الإرهاب في مكان ما بل يعني أننا على موجة واحدة في القضايا الكبرى وهذا يعني أننا كنا على علم بما جرى.
وحول تأثير العقوبات والضغوط الغربية على روسيا والأزمة الأوكرانية على سورية قالت الشبل إن الموازنة السورية السنوية تكون حسب موارد سورية وإنتاجها وما تستطيع أن تقوم به ولا تعتمد إطلاقا على الحكومة الروسية أو على مواردها أما فيما يتعلق بالأزمة فكل دول العالم ستتأثر الآن كما تأثرت بتداعيات كوفيد19.
وأوضحت الشبل أن الغرب بفرضه العقوبات على روسيا يحاصر نفسه فالدول الغربية حرمت روسيا من مواد التجميل وماركات الأزياء بينما تستطيع روسيا حرمان الغرب من الطاقة والمعادن والمواد الأساسية كما أن مساحة روسيا تساوي أربعة أضعاف مساحة الدول التي تحاصرها وبالتالي ستزداد تكاليف رحلات الطيران الغربية.
وقالت الشبل العالم ليس الغرب فقط ونحن في سورية محاصرون قبل أن تفرض العقوبات على روسيا ونستطيع تأمين حاجات المواطن الأساسية عبر طرق صعبة وبالتالي الغرب لا يستطيع أن يتحكم بكل شيء.
وبشأن الاعتداءات الإسرائيلية على سورية ورد الفعل الروسي قالت الشبل إن استخدام السلاح بين دولتين يتعلق بالاتفاقية القائمة بينهما ولا يتعلق بالأهواء الشخصية والمطالبات والصراخ فالاتفاقية الموقعة بين الجانبين السوري والروسي تتعلق بأن تساعد روسيا سورية في مكافحة الارهاب وضرب المجموعات الإرهابية وليس هناك أي بند لحماية الحدود وبالمقابل ليس هناك أي طرف يستطيع أن يخوض حربا بدلا عن سورية لكن بالجانب السياسي لأن الموضوع ليس فقط عسكريا فروسيا لم تأل جهدا ولم تتوقف عن التواصل مع إسرائيل هذا الكيان الغاصب والمحتل والكاذب .. ولنكن واضحين .. روسيا على المستوى السياسي والدبلوماسي لم تصمت تجاه العدوان الإسرائيلي أما على المستوى العسكري فهذا ليس دورها.
وأضافت الشبل أن لسورية الحق في الرد على الاعتداءات الإسرائيلية وهذا الحق لا يسقط بالتقادم لكن عندما ترد دولة فإنها ترد وفق الظروف التي تراها مناسبة في الزمان والمكان المناسبين وعندما ترى أن هذا الرد سيصب في مصلحتها وليس العكس وبالمقابل خاضت سورية على مدى أحد عشر عاماً حرباً ضد التنظيمات الإرهابية المدعومة لوجستيا وعسكريا وسياسيا من “إسرائيل” وكان الإرهابيون يعودون اليها لتلقي العلاج والتدرب والعودة إلى سورية لممارسة الإرهاب وبالتالي كنا نقاتل بشكل أو بآخر “إسرائيل” عبر هذه الأدوات.
وتابعت الشبل عندما بدأت سورية بدحر الإرهاب وتحرير المناطق منه ولم يعد هؤلاء يستطيعون تنفيذ المهمة كما يجب اضطرت “إسرائيل” للدخول ولشن اعتداءات مباشرة وبالتالي على مدى أحد عشر عاما كانت سورية تضرب “إسرائيل” وترد عليها عبر استهداف مجموعاتها المسلحة ومرتزقتها الإرهابيين على الأراضي السورية.
ولفتت الشبل إلى أن تحرير معظم الأراضي السورية كان بجهود الجيش العربي السوري والقوات الرديفة وبدعم الحليف الروسي وبالتالي فتحرير كل المناطق المحتلة هو على كاهل السوريين وخاصة في الشمال الشرقي الذي تزداد فيه عمليات الفصائل الشعبية ومقاومتها ضد الميليشيات الانفصالية مشددة على أن من يخرج المحتل الأمريكي من سورية هي المقاومة في تلك المناطق.
وأشارت الشبل إلى أن وجود مجموعات المرتزقة والميليشيات الانفصالية في شمال شرق سورية هو بسبب الاحتلال الأمريكي فهؤلاء هم أدوات الأمريكي ومن الطبيعي ألا يعاقب الأمريكي أدواته وبالمقابل هناك احتلال آخر هو التركي الذي اجتاح هذه المناطق قبل أن تنشغل روسيا في عمليتها العسكرية الأخيرة مشيرة إلى أن مخططات الأمريكي في سورية معروفة حيث ينفذ هؤلاء المرتزقة أوامره.
وبينت الشبل أن تواصل سورية مع كثير من الدول العربية لم ينقطع على مدى الأعوام الأحد عشر الماضية وجاءت زيارة السيد الرئيس بشار الأسد إلى الإمارات في هذا الإطار وهي أتت بعد زيارة وزير الخارجية الإماراتي إلى دمشق.
وقالت الشبل هناك من أراد أن تكون سورية معزولة في وسائل الإعلام لكن الحقيقة لم تكن كذلك كما أن العلاقات الثنائية بين الدول العربية ليس بالضرورة أن تمر عبر جامعة الدول العربية أما موضوع عودة سورية إلى الجامعة فهذا قرار يخص الجامعة ذاتها ونحن لا نتابع مجريات ما يحدث.
ورداً على سؤال حول العلاقات مع إيران أوضحت الشبل أن سورية وإيران حليفتان وعندما يكون الحليف بوضع جيد فأنت تكون بوضع جيد والعكس صحيح فكيف يمكن أن يكون الاتفاق بين إيران والغرب بشأن الملف النووي على حساب حليفتها مشيرة إلى أن إيران عندما وقعت الاتفاق في عام 2015 لم يحصل أي شيء على حساب سورية أو ضدها أو يضر بمصالحها.
وحول عمل لجنة مناقشة الدستور قالت الشبل لتصل إلى طروحات بناءة يجب أن يكون المتحاورون سوريين وليس فقط بالهوية فالوفد الوطني خرج من دمشق لكن الوفود الأخرى من أين جاءت ومن وضع الأسماء… ولكي تصل إلى نتيجة يجب أن تتفاوض مع شخص وطني وشريك يحمل نفس المبادئ ويحمل نفس الهموم وليس مع شخص يضع اسمه التركي أو غيره.