إن منطق “عنزة ولو طارت” هو منطق الجامدين الذين لا يغير فكرهم حوار ولا حجة، وهو ينطبق على ميليشيا قسد وقيادات ما يسمى بمسد ومنهم إلهام أحمد التي تغرد اليوم لتؤيد ماحصل في السويداء وتعتبره مطالب محقة لسبل العيش، رغم أنها شاهدت كما شاهد الجميع أعمال التخريب وحرق الأضابير والسيارات وبعض المكاتب في مبنى المحافظة.
والسؤال هو : متى تستفيد الرؤوس المتحجرة من الدروس والعبر؟
أصل الحكاية واﻟﻤﺴﺄﻟﺔ اﻟﺮﺋﯿﺴية لدى السيدة الهام أحمد وميليشياتها بقسدها ومسدها هي ركوب الموجة المعادية لسورية دولةً وشعباً. فمن يطالب بتفكيك سورية لا يختلف عن أيّ معادٍ يطالب بإسقاط النظام السياسي وفقاً لنزعته السلطوية.
من هنا كان رفع السقف إلى حد المطالبة بفيدرالية عرقية على حساب وحدة الأرض السورية، وهذا لا يمكن أن يحصل في قاموس السياسة السورية والإنتماء الوطني لعموم السوريين. فكيف عندما يكون الأمر من خلال الركوع لأمريكا والسجود لغيرها.
كل هذه الممارسات تجعل تبني مفهوم السياسة الذي تدّعيه “قسد” لا يتعدى ظاهرة الميليشيات والنزعة الشعوبية المسمومة من الخارج، واليوم أهلنا في الجزيرة السورية يدفعون ثمن ارتماء تلك الأطراف في حضن الأجنبي.
من هنا فإنهُ لا مجالَ لأي عاقل ووطني عندما يفكر في إطارِ التفكيرِ الوطنيّ، أن يشعرَ بأن طرفٌ ما أنه انتصر على آخر، و لا أن يشعر طرف أنه انهزم أمام آخر ، وعلى الأصواتِ الانعزاليّةِ أن تخلدَ للصمت، وآن الأوان أن تدرك أنه بالحساباتِ الوطنيّةِ كلنا رابحون ومنتصرون.
نعم لقد آن الأوان أن تعرف بعض القوى في منطقة الجزيرة السورية، والتي لم تقبل بوجود الجيش العربي السوري، بل قامت بمحاربته، أنها تتحمل مسؤولية العدوان التركي على المنطقة وهو ما أتاح لأردوغان العدوان على الأراضي السورية، ولو كان الجيش العربي السوري موجوداً في تلك المناطق لما تجرأ النظام التركي على العدوان عليها.
الحكومة السورية تحاورت مع جميع مواطنيها، وأعربت منذ البدء عن الاستعداد لإجراء المصالحات اللازمة، ولكن التنظيمات المسلحة ومنها قسد رفضت كل هذه المحاولات وأصرت على إتاحة المجال بشكل مباشر أو غير مباشر للمحتل التركي غزو شمال سورية.
ولذلك يبقى السؤال: متى تستفيد الرؤوس المتحجرة من الدروس والعبر؟