احتفاءً بمرور ٤٥ عاماً على عضويتها باتحاد الكتاب العرب، ودورها في تعزيز ونشر ثقافة الانتماء، والمقاومة، ورفض التطبيع وثقافة الاستسلام، وصدور كتابها (موسكو أطياف ذكريات) عن الهيئة العامة السورية للكتاب مؤخراً؛ استضاف اتحاد الكتَّاب العرب في سورية، الأديبة د.ناديا خوست في النسخة الخامسة من برنامج: “أربعاء الكاتب السوري”؛ في مقر فرع دمشق لاتحاد الكتّاب العرب، وذلك ضمن حوار مفتوح، حضره رئيس اتحاد الكتّاب العرب الدكتور محمد الحوراني، ونائب رئيس الاتحاد توفيق أحمد، وأعضاء المكتب التنفيذي الروائية فلك حصرية، والباحث الأرقم الزعبي، والدكتور فاروق أسليم، وعدد من الإعلاميين، والمهتمين، والأصدقاء، والمتابعين، والضيوف.
ورحَّب رئيس فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب د . ابراهيم زعرور بالحضور مؤكّداً على الأهمية القصوى لاستضافة وتكريم الأعلام في الثقافة السورية، لأنهم حصننا المنيع والعصي في وجه ما تتعرض له سورية من محاولات غزو حثيثة تهدف للنيل من إنسانها وثقافاتها وإرثها وحجرها وحضاراتها.
وأضاف في هذا السياق تأتي استضافة الأديبة خوست لما امتازت به من سمات وموقع ومواقف فكرية وطنية قومية تقدمية، ولانحيازها للمخلصين لقضايا الوطن والتمسّك بالهوية الحضارية التاريخية التراثية والعمرانية برغم أحلك الحروب والأزمات.
تلا ذلك إضاءات نقدية وإنسانية، تناولت بعض منجزات خوست ومحطاتها، قدّمها: د.راتب سكر، والكاتبة مريم خيربك، ود.ريما دياب، والإعلامية ميساء نعامة، تمهيداً للحوار المفتوح مع الضيفة الأديبة. حيث ذهب د.سكر للحديث عن تنوع الثقافات في أدب ناديا خوست، فيما أضاءت د.دياب على إصدار أوراق من سنوات الحرب على سورية أما خيربك فخصصت مشاركتها للحديث عن الإصدار (موسكو أطياف ذكريات)، لتختتم نعامة فقرة الإضاءات بلمحة عن طفولة خوست التي أسّست لشخصية أدبية، رهيفة، ذات خصوصية، تشبه كتاباتها، ولا تساوم في الوطن.
وفي كلمته أشاد رئيس اتحاد الكتاب العرب في سورية محمد الحوراني بمآثر الأديبة خوست قائلاً: “يتملّكك الشعور بالرهبة عندما تنوي الحديث عن الأديبة ناديا خوست التي لم يتبدّل موقفها على الإطلاق برغم كل ما مرت به البلاد، وبرغم كل التحولات والأزمات، والتحديات الصعبة، بقيت منحازة للأصالة، والانتماء، والموقف الحقيقي، فلا غرابة أن تكون في طليعة المثقفين الذين تداعوا لكسر الحصار على العراق، والدفاع عن الأخوة في لبنان، وفلسطين، ولا ننسى لها غيرتها ونضالها للحفاظ على تراث وأصالة مدينة دمشق. لذلك وأكثر يتملكك شعور الرهبة وأنت أمام هذه القامة، وكذلك شعور الفخر والسعادة لأنه لا يمكن أن تختلف معها إلا في الوطن وعدالة القضايا، ولا يمكنك إلا أن تحبها وإن اختلفت معها”.
من جانبها أعربت الأديبة خوست عن سعادتها بدعوة اتحاد الكتَّاب العرب لاستضافتها وحوارها، سيما وأنه البيت الثقافي السوري الذي انضمت إليه منذ أربعة عقود ونصف بل وساهمت في تأسيسه وانطلاقته.
وأوضحت خوست في ردّها على الأسئلة الموجهة إليها أن كتابها الأحدث (موسكو أطياف ذكريات) متصل مع كل ما كتبته وأصدرته سابقاً، منوّهةً إلى أن الصهيونية عدونا الأساسي، وعلى المثقف والأديب أن ينبه السياسي، معتبرةً الدفاع عن الهوية المعمارية، والتراث، لا يتجزأ عن الدفاع عن القضايا الوجودية والوطن.
وتقديراً للدور الريادي للأديبة خوست في تعزيز ونشر ثقافة الانتماء، والمقاومة، ورفض التطبيع والاستسلام؛ قدّم د.حوراني باسم اتحاد الكتّاب العرب في سورية درعاً تكريمية، تسلّمتها الأديبة خلال اللقاء.
يذكر أن د.ناديا خوست كاتبة وباحثة وأديبة، مواليد: حي ساروجة، دمشق (1935)، في رصيدها أكثر من (22) إصداراً، (بين القصة، والرواية، والمسرح، والدراسة)، إضافة لعديد المقالات والمشاركات في الصحف السورية والعربية. خريجة الجامعة السورية (كلية الآداب)، نالت الدكتوراة من جامعة موسكو، عضو اتحاد الكتاب العرب (1977)، ومكتبه التنفيذي سابقاً، إضافة لعضويتها في عدد من اللجان والهيئات منها: (هيئة دمشق القديمة، ومجلس محافظة دمشق، ولجنة متحف يوسف العظمة، والمجلس الوطني للإعلام، واللجنة العليا لدعم الشعب الفلسطيني ومناهضة المشروع الصهيوني، ومجلس رابطة خريجي المؤسسات التعليمية في الاتحاد السوفيتي، ورابطة الدول المستقلة). ساهمت في حماية هوية دمشق المعمارية داخل السور وخارجه، كرّمتها محافل وهيئات سورية وعربية، حازت جائزة الدولة التقديرية 2016.
يشار إلى أن “أربعاء الكاتب السوري” برنامج يرعاه اتحاد الكتّاب العرب، معني بالثقافة والفكر والإبداع الأدبي والفني، يرصد الراهن السوري، ويناقش قضاياه الحارة، من إعداد وحوار الإعلامي ملهم الصالح.