الصحفيون الفلسطينيون والاستهداف الممنهج .  يونس خلف 

كما في كل عدوان إسرائيلي على غزة يتم استهداف الصحفيين الفلسطينيين في  الغارات الجوية واستهداف المنازل والمنشآت المدنية  .. طيلة الأيام الماضية تعرض قطاع غزة المحاصر لقصف عنيف وممنهج من قوات الاحتلال الإسرائيلي  تسبب في سقوط المئات من الشهداء وآلاف الجرحى من المدنيين بينهم عدد من الصحفيين الفلسطينيين ، ويأتي ذلك في سياق  سياسة التدمير والتصفية واستهداف الصحفيين ومنازلهم والمؤسسات الصحفية والإعلامية عبر سياسة إسرائيلية ممنهجة هدفها ترهيب الصحفيين وحجب الحقيقة وارتكاب المجازر والجرائم بعيداً عن عدسات الكاميرات وأقلام الأحرار.

في تقرير أولي لنقابة الصحفيين الفلسطينيين منذ بداية العدوان على قطاع غزة     وثقت النقابة استشهاد تسعة صحفيين واختفاء اثنين والتبليغ على صحفية مع عائلتها تحت الأنقاض ، وإصابة عشرين صحفياً بجراح متفاوتة وقصف وتدمير لثمانية و أربعين مؤسسة إعلامية وهدم كلي أو جزئي لمنازل عشرات الصحفيين .         وفي حصيلة لا تزال أولية أوقع جيش الاحتلال الإسرائيلي أضراراً  بليغة في ثمانية وأربعين مقراً لمؤسسات صحفية وذلك جراء قصف مبان وأبراج سكنية من ضمنهم برجي فلسطين ووطن .

إن القانون الدولي وكل القرارات الأممية والمواثيق الدولية تنص على توفير الحماية للصحفيين وتعتبر استهدافهم المتعمد هو جريمة حرب تستدعي المحاسبة لكن كل ذلك يبقى على الورق ، ولعل الوقائع على مر الزمن وتكرار الاعتداءات تؤكد بالدليل القاطع إن الإفلات من جميع الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية ضد الصحفيين ووسائل الإعلام في فلسطين هو الذي شجع الاحتلال الاسرائيلي على الاستمرار في ارتكابه مزيداً من الجرائم بحق الصحفيين الفلسطينيين.

فهل آن الأوان للمنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان بالتحرك العاجل من أجل إيقاف ومنع هذا الاستهداف الوحشي ضد الصحفيين والشعب الفلسطيني وإلى متى يبقى المجتمع الدولي غائباً  والمؤسسات والمنظمات الدولية نائمة بينما الكيان الصهيوني يتسابق مع الزمن للقضاء على تطلعات الشعب الفلسطيني الذي صبر وتحمل 75 عاماً من التشرد والطرد من أرضه التي يعيش عليها منذ آلاف السنين . متى يفهم المجتمع الدولي أن طوفان الأقصى ما هو إلا رد على جرائم الاحتلال والتعدي ‏المتواصل على المقدسات والأعراض والكرامات .

التحية والتقدير لأبطال طوفان الأقصى  والفخر والاعتزاز ببطولاتهم وخالص العزاء والمواساة للشهداء من عسكريين ومدنيين وصحفيين ، وسيظل النشيد الذي تربينا عليه جيل بعد جيل (فلسطين داري ودرب انتصاري) هو البوصلة .

 

اخبار الاتحاد