الحوار السياسي هو المطلوب متلازماً مع مكافحة الإرهاب

يتصاعد اهتمام السوريين على اختلاف مشاربهم بالحوار الوطني الذي يعتبر مدخلاً أساسياً من مداخل الحل السياسي للأزمة في سورية حيث أضحى الحوار حديث المتابعين والمهتمين بمستقبل سورية التي تتعرض ومنذ حوالى السنتين إلى عدوان عالمي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية وبمؤازرة من دول إقليمية ربطت مصيرها بالمشروع الأميركي – الإسرائيلي.. وعلى الرغم من حجم المؤامرة وعدد الدول المشاركة بها وعلى الرغم من الدعم الكبير الذي يتم تأمينه للعصابات الإرهابية المسلحة التي تعيث فساداً وخراباً في غير مكان من هذا البلد إلا أن صمود شعبنا و جيشنا أفشل مخططاتهم التي لم يستطيعوا فرضها بالعبوات الناسفة وبالسيارات المفخخة.

وهذا ما يجعل من الحوار فرصة حقيقية لتجاوز الأزمة بأبعادها العسكرية والاقتصادية والسياسية.. حول أهمية الحوار كان لنا اللقاء التالي مع الأستاذ إلياس مراد رئيس اتحاد الصحفيين الذي قال:

ما طرحه السيد الرئيس بشار الأسد في خطابه بتاريخ السادس من الشهر الماضي شكل مدخلاً واسعاً لبدء حوار وطني شامل في سورية يعيد إلى الشعب والمجتمع السوري لحمته ووحدته الوطنية ويعزز دوراً في إعادة بناء مؤسساته الديمقراطية بشكل يتيح مشاركة جميع أبناء الوطن في الداخل والخارج وإذا كان البعض لديه هواجسه حول مسألة الحوار وجدية القيادة في السير به قدماً إلى الأمام فان الإجراءات التنفيذية والتي تبعت هذا الخطاب عبر تشكيل لجنة وزارية برئاسة رئيس مجلس الوزراء والتي واصلت عملها واتخذت العديد من الخطوات المتميزة والتي أتاحت فرص المشاركة البناءة لكل من يرغب من الوطنيين من المعارضة الخارجية ولكل من يؤكد رفضه للتدخل الخارجي بكل أنواعه ويعمل ويطالب من أجل وقف القتل والالتحاق بالأجنبي.

والخطوات التنفيذية لخطاب الرئيس الأسد كانت أيضاً وفق مراحل متعددة بعضها قرارات وبعضها إجراءات تنفيذية مباشرة وبعضها الآخر يتعلق في تشكيل لجان قادرة على ترجمة ما جاء في الخطاب للوصول إلى واقع ملموس يشعر به ويعيشه الوطن والمواطن في كل قرية ومنطقة ومحافظة ومدينة.

وأشار مراد إلى أن الحوار هو الحل الأساسي والطريق الأنجع لحل الأزمة التي تعيشها البلاد منذ قرابة السنتين ولكن أيضاً مواجهة الإرهاب والإرهابيين الغرباء هو أيضاً في خدمة مشروع الحوار وهنا ينبغي علينا أن نفرق بين الذين استقدموا إلى بلدنا من مختلف أصقاع الأرض ليقاتلوا وينشروا إرهابهم على الأرض السورية ومن جنسيات مختلفة وبين السوريين الذين فيما إذا وضعوا سلاحهم وعادوا إلى ضمائرهم والتجؤوا إلى القانون وإلى الحوار عبر ممثلين سياسيين لهم وفي ذلك إعادة هولاء الشباب إلى وطنهم ليمارسوا عملية البناء مع إخوة لهم في الوطن. وإن كانوا يختلفون معهم في المواقف السياسية أو في أسلوب المعالجة.

وأكد مراد أن محاربة من حمل السلاح مطلب شعبي مثلما أن الحوار هو مطلب شعبي أيضاً والتوازي في العملين أمر يخدم سورية الوطن ومستقبلها القادم ويؤهلها لتعود مجدداً كما كانت دوماً في طليعة المدافعين عن القضايا القومية وفي طليعة الدول التي تهتم بجميع المواطنين وتقدم لهم الخدمات المجانية وبكل أشكالها من تعليم وصحة وصولاً إلى كل ما يتعلق بحياة المواطن وأسباب معيشته. إذاً، الحوار السياسي هو المطلوب الآن متلازماً مع مكافحة الإرهاب وهذا الحوار هو مسؤولية جميع السوريين وبكافة قياداتهم الحزبية والاجتماعية ونقاباتهم ومنظماتهم من أجل استعادة زمام المبادرة والانطلاق من أجل سورية المتجددة القوية، سورية لكل السوريين وبمختلف مشاربهم وتياراتهم السياسية الوطنية والذين يؤمنون بالعمل السياسي وبالحوار طريقاً أفضل للديمقراطية والتقدم.

 

 

اخبار الاتحاد