تعقيدات المشهد؟

مصطفى المقداد:الثورة

فيما يزداد التوتر ما بين مشيخات الخليج وفيما ترتفع حدة الاتهامات وتبادل الأدوار عن الضلوع في دعم الإرهاب وتمويله، فإن دعوات البحث عن حل سياسي عبر الحوار ما زالت موجودة

لتأتي المفاجأة المضحكة والمثيرة للسخرية على لسان عادل الجبير وزير خارجية آل سعود بعد لقائه ريكس تيليرسون إذ يبدي استعداد مملكته للنظر في الحالات الإنسانية وتقديم المساعدة لقطر، فيما عكست تصريحات وزير الخارجية الأميركي دعوة للبحث عن مخرج للأزمة وفق حوار وتفاهم ما يعكس التنافض من جهة واللعب على الموقف من جهة ثانية، فالإدارة الأميركية التي كانت سبباً في بدء الخلاف وفتح النيران على قطر إثر مؤتمر الرياض تعود لتطرح الحوار أسلوباً لتجاوز ذلك الخلاف فما الدوافع؟ وماذا يمكن لإدارة ترامب أن تجني من مكاسب بهذه اللعبة القذرة والمقامرة الجديدة؟.‏

بالتأكيد تقطف إدارة ترامب أرباحاً مباشرة لمواقفها ولا تنتظر تأجيلاً للاستحقاقات المادية، وهي بانتظار جولات وزير الخارجية القطري والسماح له بلقاء نظرائه في ألمانيا وفرنسا وغيرهما والمطالبة برفع الحصار عن مشيخته، ولذلك فالولايات المتحدة الأميركية تسعى إلى قطف الكثير من المكاسب المالية السريعة في ظل وجود حالة ملائمة لهذا الحال، فهل يستمر الأمر طويلاً؟.‏

المؤشرات والمقدمات تؤكد استمرار حال الابتزاز واللعب على التناقضات طويلاً، ما دامت المنظومة الخليجية مستعدة للاستمرار في اللعبة والتسابق لخطب ود الولايات المتحدة الأميركية والكيان الصهيوني، وهي تتسابق فيما بينها للحصول على شهادة حسن سلوك في مواقفها من دعم الكيان الصهيوني وتخل عن القضية الفلسطينية في كل محفل أو موقف أو حدث، فالحل والربط تراه تلك المشيخات معلقاً في الكرسي البيضاوي وهو وحده الكفيل بتثبيت كراسيهم وتثبيت جلوسهم عليه، وبيدو هنا التفسير المنطقي لهذه العلاقة غريباً إلى درجة كبيرة ففي الوقت الذي تشارك الإمارات في الحصار المزعوم على قطر فإنها تصرح أن الإدارة الأميركية نفسها تمنعها من التصعيد ضد قطر ما يجعل التناقض الصفة الملازمة للأزمة المفتوحة فيما بين مشيخات دول مجلس التعاون الخليجي وهي بالتالي لن تتوقف عند حدود قطر –باعتقادي- لكنها ستأتي على بقية المشيخات، ولكن بأشكال أخرى. وستكشف الأيام القادمة صوابية هذه الرؤية نظراً لأن رفض الآخر هي الحقيقة الجوهرية التي تطبع تلك المشيخات الكاذبة.‏

 

اخبار الاتحاد