تشرين – عمار الصبح:
خيمت الأسعار القياسية لأسعار الذهب على حركة البيع والشراء في أسواق المعدن النفيس بمحافظة درعا، والتي تشهد ركوداً لم يعهده السوق مسبقاً ولا وحتى خلال سنوات الحرب، وهو ما بدا واضحاً من شهادات كثير من أصحاب محال الصاغة الذين لا حديث لهم سوى عن تراجع مبيعاتهم إلى أدنى بمستوياتها في ظل ركود بات يضرب أطنابه.
وأشار أحد أصحاب محال الصاغة بدرعا إلى أن الطلب تراجع إلى الحدود الدنيا، “لا بيعة ولا شروة” واقتصر الشراء فقط على قلة من المقتدرين مادياً أو من فئة المغتربين، ما بات يهدد العديد من محلات الصاغة بالإغلاق، واصفاً حالة الجمود التي تعتري السوق بالسيئة جداً وغير المسبوقة قياساً إلى الأعوام الماضية.
ولفت التاجر إلى أن سمة أسواق الذهب، هي ازدهارها في المناسبات الاجتماعية والأعياد، أو في المواسم الزراعية المتعددة والتي عادة ما تحرك الأسواق، غير أنه في الوقت الراهن لم تعد أسواق الذهب تحركها لا مناسبات ولا أعياد أو مواسم، فالأسعار حسب قوله باتت أكبر من أن تستطيع هذه المناسبات فعل شيء حيالها، بل حتى مواسم الزواج التي كانت “دينمو” أسواق الذهب سابقاً، حسب قوله، صارت مواسم بلا ذهب واقتصرت فقط على أقل القليل من القطع في وقت تجاوز فيه سعر الخاتم مليوني ليرة.
بدوره أوضح رئيس جمعية المجوهرات والمعادن الثمينة بدرعا رأفت سويدان الأسعار القياسية ألقت بظلالها على حركة بيع وشراء المعدن النفيس حيث تراجع الطلب إلى درجة شبه معدومة، باستثناء قلة من مقتني ذهب الادخار الذين اتجهوا نحو شراء الليرات والأونصات الذهبية لتوفير أجور الصياغة في وقت تشهد فيه المشغولات الفنية تراجعاً في الطلب عليها، وهذا ما فرض على محلات الصياغة التخفيف من معروضات محالهم والتناغم مع حاجة السوق والاقتصار فقط على الأساسيات أو النماذج التي بات يفضلها الزبون.
ورغم عدم وجود أرقام دقيقة عن المبيعات اليومية للذهب في المحافظة، فإن المؤشرات تشير حسب قول سويدان إلى أنها متواضعة، فالأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعيشها الأسر، جعلت الذهب آخر الاهتمامات لدى الكثيرين، حتى أولئك الميسورون مادياً تراجعت لديهم فكرة ادخار الذهب وذلك على وقع الأسعار الحالية.
وحتى البيع يقول سويدان، تراجع أيضاً إما لأن كثيرين تصرفوا بمدخراتهم الذهبية لإتمام عمليات البناء وترميم مساكنهم كما حدث في الأعوام السابقة، أو باعوا ذهبهم للإنفاق على المتطلبات المعيشية، فيما لا يزال البعض يفضل التريث في البيع طمعاً في تحقيق أسعار أعلى.
ويرى سويدان أن مهنة الصياغة من المهن العريقة في المحافظة والتي لها صيتها وشيوخ كارها، لكن في ظل الظروف الحالية ثمة توجه لدى بعض أصحاب الصاغة إلى ترك المهنة والإغلاق نتيجة ما تمر به من ركود غير مسبوق، لافتاً إلى أن المهنة لها متطلبات وتكاليف وضرائب ورسوم وأعباء مالية، ربما أكثر بكثير من غيرها من المهن لذلك لا بد أن تستطيع مداخيلها تغطية حجم هذه النفقات وتحقيق نسبة معقولة من الأرباح.
وأعرب رئيس جمعية المجوهرات عن أمله في أن يسهم شهر رمضان والعيد في تحريك أسواق الذهب في المحافظة وإخراجها من حالة الركود الذي تشهدها.