ابراهيم الأمين
لم يغيّر النذل دونالد ترامب فاصلة في كل ما يقوله. لم يدخل تعديلاً على ابتسامته، ولا على مصافحته، ولا على ضحكته، ولا على قول ما لا يضمر. حتى سيداته، استبدلن لباسهن بما لا يخفي المجون المرافق دائماً للمرابي والسارق.
وكذلك هي حال الأنذال الآخرين. لم يعدّلوا في ابتسامة الأبله المسرور بسرقته أمام عينيه. لم يغيّروا أبداً في سلوك مراضاة السيد الابيض منذ تعرفوا عليه عبيداً قبل قرون، وتركوا خزائن الذهب والزخرف تسبقهم الى السيد الذي ينتظرون منه ابتسامة الرضى فقط. ولم يجدوا كاتباً أو فقيهاً من أهل البلاط يدخل مفردة جديدة على خطاب التسليم. وفوق كل ذلك، ها هم يصطفون مثل عبيد القرون القديمة الذين ينالهم الرضى إن رمقهم السيد الابيض بنظرة فقط.
لا يهمّهم كم سيدفعون من ثرواتنا، ولا يهمّهم كم سيصرفون من دمائنا، ولا يهمّهم حجم اللهيب الذي يوقدون فيه نارهم. كل ما يهمّهم البقاء لصيقين بكراس عفنة ولو طليت بالذهب، وكل ما يهمّهم مراضاة من يغطّي عجزهم وكسلهم وفقر أنفسهم، وهم يستعدون لدفع كل ما يتوجب، من ثروة وأنفس وكرامات، لقتل من تجرّأ ورفع الصوت سائلاً عن حقه وأرضه وعرضه…
الصور الآتية من مملكة القهر ليس فيها غير نار الجحيم التي تنتظر بلادنا بفعل هلوسات أمراء الموت والعدم.
الأخبار الواردة من هناك ليس فيها سوى نذير الشؤم، بأن علينا الاستعداد لسماع أنين وصراخ أطفال وإخوة وأبناء ونساء ورجال يصيبهم رصاص طاغية العالم.
لكن، هل هو قدرنا؟
زماننا، وسنواتنا السابقة والحاضرة، المليئة بالدماء النقية، والرؤوس المرفوعة على الأشهاد، تقول لنا، وتقول لهؤلاء المجانين، إن الغزو إن حصل، لن تفتح له الأبواب، ولن تترك له الأرض والسماء، بل سيكون فوق كل غيمة، وتحت كل حبة رمل، من يحمل خنجره، الذي يسعى الى مسكنه في نحور هؤلاء الأنذال وأسيادهم، المجتمعين في قمة النذالة…
ولأن حال هؤلاء القذرين لم يتغيّر، فلا بأس من إسماعهم، مجدداً، ما قاله الكبير مظفر النواب قبل عقود:
أولاد القحبة…
من باع فلسطين/ سوى قائمة الشحاذين على عتبات الحكام/ ومائدة الدول الكبرى
أولاد القحبة/ لست خجولاً حين أصارحكم بحقيقتكم/ إن حظيرة خنزير أطهر من أطهركم
الآن أعريكم
في كل عواصم هذا الوطن العربي قتلتم فرحي/ في كل زقاق أجد الأزلام أمامي
أصبحت أحاذر حتى الهاتف/ حتى الحيطان وحتى الأطفال
أعترف الآن أمام الصحراء بأني مبتذل وبذيء كهزيمتكم.
يا شرفاء المهزومين/ ويا حكام المهزومين/
ما أوسخنا… ما أوسخنا… ما أوسخنا ونكابر
ما أوسخنا/ لا أستثني أحدا.
هل وطن تحكمه الأفخاذ الملكية… هذا وطن أم مبغى/
ماذا يدعى استمناء الوضع العربي أمام مشاريع السلم/ وشرب الأنخاب مع السافل (من فورد الى ترامب)؟
أصرخ فيكم
إن كنتم عربا… بشرا… حيوانات/ فالذئبة… حتى الذئبة تحرس نطفتها/ والكلبة تحرس نطفتها/ والنملة تعتز بثقب الأرض
لن تتلقح تلك الأرض بغير اللغة العربية
يا أمراء الغزو موتوا
سيكون خرابا… سيكون خرابا… سيكون خرابا!