للمرة الرابعة منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة. يزور وزير خارجية أمريكا بلينكن (إسرائيل) والمنطقة. الإعلام الغربي روج؛ أن هدف الزيارة إنجاز (هدنة إنسانية) والعمل على إطلاق الرهائن والأسرى .. فما هي حقيقة الأمر؟؟؟
قبل كل شيء و أثناء حضوره مجلس الحرب الإسرائيلي. أكد بلينكن وقوف بلاده مع ممارسة (إسرائيل) (حق الدفاع عن النفس) وهذا ما هو إلا تبنياً لسياسات (ممارسة إسرائيل للعدوان الهمجي ضد الشعب الفلسطيني)، و بذلك فإن العدوان الواقع على أهل غزة هو أيضاً عدوان أمريكي بأسلحة أمريكية وبسياسة أمريكية معلنة. هو عدوان يطول الكنائس والمساجد والمشافي والبيوت والأطفال والنساء والشيوخ و المدنيين العزل و الحياة و الحقوق الإنسانية .
أما عن (الهدنة الإنسانية )، فإن حقيقة محمله بلينكن إلى المنطقة ليس (هدنة) بل (توقف مؤقت) للقتال لإدخال بعض المساعدات. وهي ليست مساعدات تلبي حاجات الفلسطينيين. بل هي تلبية لمتطلبات سياسية. ترى فيها واشنطن عوامل تتيح لـ(إسرائيل) إطالة عملياتها الهمجية وتسبغ عليها بعض الشرعية. وللوقاحة فإن أمريكا لم تسمها (هدنة) بل (توقف مؤقت) كي لا تعترف بوجود طرف آخر فلسطيني تنجز معه هذه الهدنة. و لتؤكد أن القتال سيستأنف بعدها .
وبخصوص إطلاق الرهائن والأسرى فإنها معزوفة ترافق التصعيد الإسرائيلي العدواني الهمجي. و هي الموسيقا التصويرية التبريرية لوحشية الجرائم الإسرائيلية.. وليس رفض أمريكا لمطالب العرب والعالم بـ(وقف لإطلاق النار) إلا تأكيداً على إصرار واشنطن وتل أبيب على استمرار عدوانهم حتى إبادة أهل غزة كلهم وحرق أرضها تمهيداً لتحقيق أطماعهم وسياساتهم القاتلة للمنطقة كلها.
هدف زيارة وزير الخارجية الأمريكي الأساسي ليس هدنة إنسانية وليس إطلاق الرهائن. إنه في الحقيقة بحث في رسم أوضاع غزة لما بعد الحرب. و كما تعلن أمريكا فهي لا تقبل بوجود مقاومة. أي لا تقبل بحقوق فلسطينية. وبالتالي فالمطلوب أمريكياً أن تصبح غزة مجرد (مستوعب بشر يدارون بإدارة تلبي المطالب الإسرائيلية) وطلب لينكن من العرب الذين التقاهم مساعدته في تحقيق هذا الهدف. ورغم التخاذل العربي ورغم القصور في مبادرة الأنظمة العربية. إلا أن العرب حتى الآن. يرفضون الأطروحة الأمريكية.. دبلوماسياً على الأقل.
ما يغيب عن بال الإدارة الأمريكية و(إسرائيل) أن استمرار العدوان. ومحاولة طمس القضية الفلسطينية. وإلغاء الحقوق الوطني