عندما تقتل الأجنة في الأرحام و الطفولة في المهد أعلم أنك في فلسطين .. فلسطين السليبة … فلسطين الثكلى التي تدفع ثمن حريتها دماء أبنائها وسط خنوع وصمت عربي غير مبرر . إن ما تتبعه الصهيونية من أساليب وحشية ضد أهلنا في فلسطين ليس بجديد فكلنا على دراية بما فعلته إسرائيل منذ حرب النكبة إلى يومنا هذا لسنا بغافلين عن عدد المجازر المرتكبة ولا أساليب التعذيب و التهجير و الإبادة التي تنتهجها في سياستها ولكن ما أردنا الدلالة عليه هو السياسة العنصرية الصهيونية الموجهة ضد الطفل الفلسطيني !
لماذا يستهدف الطفل الفلسطيني ؟
استند الصهاينة في ممارساتهم الوحشية ضد الفلسطينيين بشكل عام والأطفال منهم بشكل خاص على تعاليم توراتية وأقاويل حاخامية بمثابة القواعد والثوابت يسيرون وفقها على اعتبار الأطفال بنظرهم مشاريع ارهابية مستقبلية فيما يلي نبين بعضاً منها :
اقتلوهم وهم صغاراً
القتل والإبادة المنطلقة من تعاليمهم التي تقول (( وتحطم أطفالهم أمام أعينهم )) إن عملية قتل الأطفال واستهدافهم واعتقالهم هي عقيدة صهيونية راسخة حيث صرح بها حاخام جامعة /بار إيلان/ يسرائيل هس حيث قال أنه لا ينبغي التساهل أو الرحمة مع عماليق هذا العصر أي المقصود بهم الفلسطينيين فيجب قتلهم حتى الأطفال الرضع منهم ، ويشاطره ذات الرأي بنزي ليبرمان رئيس مجلس المستوطنات بالضفة في حين أن الحاخام تيسحاق شابيرا أجاز قتل الأطفال واعتبره مباحاً إذا كان هناك احتمال أن يكبروا ليكونوا جنوداً في جيش العدو ..
وفي حوار سابق نشرته مجلة مومنت Moment اليهودية الأمريكية مع الحاخام الصهيوني مانيس فريدمان عام 2009 عندما سئل عن الطريقة المثلى لتعامل اليهود بفلسطين المحتلة مع جيرانهم العرب حيث أتت اجابته صريحة : (( إنني لا أؤمن بالأخلاقيات الغربية بمعنى أن عليك ألا تقتل المدنيين أو الأطفال ، وألا تدمر الأماكن المقدسة ، وألا تقاتل في المناسبات الدينية وألا تقصف المقابر وألا تطلق النار قبل أن يطلقها عليك الآخرون …. إن الطريقة الوحيدة لخوض حرب أخلاقية هي الطريقة اليهودية // دمر أماكنهم المقدسة واقتل أطفالهم ومواشيهم // )) .
إن ما ذكرناه سابقاً هو جزء صغير من تعاليمهم وقواعدهم التي يستندون عليها في سياساتهم ومن هنا قد نجد مبرراً لاستهدافهم الأطفال وتوجيه آلة القتل إلى صدورهم العارية أو إبادتهم جماعياً كما فعلوا في مجازرهم السابقة أو ما يفعلونه حالياً في غزة . فأطفال اليوم إرهابيو الغد من منطلقهم ومبادئهم الصهيونية لا تنطبق عليهم حقوق الطفل ولا تسري عليهم المواثيق الانسانية محرومون من أبسط حقوقهم كأطفال يعاملون كإرهابيون يتعرضون لأقسى أنواع الظلم فهم ملاحقون ومعتقلون وأسرى … معرضون للأذى الجسدي والنفسي .. تسري عليهم الأحكام والعقوبات ويوضعون في السجون الافرادية والجماعية لا تعالج أمراضهم أو اصاباتهم ولا يكترث لأمرهم أصلاً.
نظرة سريعة
منذ بداية طوفان الأقصى في (7 أكتوبر) إلى يومنا هذا هنالك أكثر من 70% من الشهداء والجرحى أطفال 4710 طفلاً شهيداً 1770 طفلاً مفقوداً ما زالوا تحت الأنقاض عدا عن الإصابات الحرجة أو الأطفال الذين ولدوا بعد انتشال جثامين امهاتهم من تحت الأنقاض ومنهم من فقد أحد أو كلا والديه ليكون يتيماً منذ لحظات حياته الأولى ..
18 ألف طفل باتوا من الأيتام
15 ألف طفل مصاب اصابة حرجة بينها بتر أحد الأطراف أو الحروق الشديدة واقع مؤلم لطفولة مغتصبة لا أحلام مستقبلية ولا غد ترتسم بشائره لهم .. إنهم أطفال فلسطين .. أطفال غزة .. أطفال الحجارة الذين علمونا دروساً في الصبر و رد الظلم واجتثاث الأمل من رحم المعاناة .. علمونا كيف الحجارة تغدو بين أيدي الأطفال ماساً ثميناً
كيف تغدو دراجة الطفل لغماً وشريط الحرير يغدو كميناً … كيف مصاصة الحليب إذا ما اعتقلوها تحولت سكيناً