لا نقلع إلى أي مكان…!سعاد زاهر

هل تكفي قناعاتنا؟

اعتقادنا أننا نفعل الصواب؟

وإذا حاولنا أن نكون موضوعيين ننظر إلى أفعالنا بعين محايدة، ما هو المقياس المعتمد، رأينا الذاتي، آراء المحيطين، أو نحتاج إلى معايير خاصة، لكن إن كانت هذه المعايير تنجح في المعادلات الرياضية والفيزيائية والتفاعلات الكيميائية، فهل تنجح في قياس الأثر الثقافي والفني؟

أليس للإبداع والعالم الفكري قوانينه الخاصة؟

الخصوصية تأتي من آلية التلقي وذائقة الأفراد المتغيرة حسب الزمان والمكان، أما كيف نقرر أننا ربحنا الوقت الذي أمضيناه في التثقيف، ولم تذهب جهود المبدعين ورواد الفكر هباءً؟

تقليدياً جداً أن نقول: إن القياس يعتمد على النتائج، وأثرها على المجتمع، خاصة ضمن المعطيات السابقة، مع قناعات تسيطر وتقدم كل مبرراتها كي تقنع المؤثرين بجدوى ما يقومون به.

الأثر والنتيجة يحكمها الزمن، ومدى اقترابنا من المسار الحضاري وكبح لجام المشكلات وتبدل وعي الأفراد وانعكاس وعيهم على سلوكهم، هل ينفع الرضا الذاتي، انغلاقنا وتجريم الآخر، وتقزيمه، وحرف النظر عن إنجازاته، وكل تلك الغشاوة التي قد نجبر الآخرين على وضعها، وكأننا في عصر مغلق يأخذ بآراء هزلية لا تفضي بنا إلى أي من دروب المنطق ولا تقلع بنا إلى أي مكان.

مع كل هذه التغييرات في العالم الرقمي نحن مع حالة ارتداد تفضي بنا إلى اهتراء بنى فكرية لطالما أينعت في أوقات سابقة، لأنها رويت من فكر شكل مع مرتاديه نبع حكمة لا ينضب، لكننا اليوم لا نتمكن من تحديد مقاييس واضحة ونحن نعيش حالة إذعان والهاء الكتروني تفصلنا عن كل ما هو أصيل وجوهري.

اخبار الاتحاد