من مصائب الوطن العربي غياب الاستراتيجية الواحدة الموحدة، ولذلك يتوه المواطن في التفكير والتأمل والتفاؤل وكل شيء، لأن البعض لا يريد أن يعرف من نحن؟ ماذا نريد؟ من هو عدونا الحقيقي؟ من هو صديقنا الحقيقي؟ ما هي هويتنا؟
ليتهم يتذكرون ويفهمون ما قاله الرئيس بشار الأسد في القمة العربية المنعقدة بجدة في أيار الماضي من هذا العام (سوريا ماضيها وحاضرها ومستقبلها هي العروبة لكنها عروبة الانتماء لا الأحضان، فالأحضان عابرة لكن الانتماء دائم).
اليوم ونحن نتأمل بوجع يفطر الفؤاد ما يحدث للشعب الفلسطيني في غزة، ونتأمل المشهد في بعض الدول الأجنبية التي تنتصر لغزة العربية وللقضية الفلسطينية ويخرج شعبها استنكاراً وتنديداً بالمجازر الصهيونية بحق شعبنا العربي في فلسطين بينما بعض الأنظمة العربية في سبات عميق، مفارقة تكاد ترقى إلى واحدة من عجائب الدنيا أن الشعوب الأجنبية تلبس ثوب العروبة والعروبة تخلع ثوبها.
بعض العرب اليوم لا يشعرون بعروبتهم ولا يريدون قراءة التاريخ ولا تداعيات الحاضر في المستقبل. آلاف المدنيين يسقطون بطائرات ومدفعية العدو الصهيوني وأغلبهم من الأطفال والنساء والشيوخ وبعض العرب يتفرجون آه من العروبة كم جعلتنا ندفع الثمن.. قادتنا الى أن ننسى أنفسنا ومستقبلنا، كنا نغني ونتغنى بها، و لم نسمح لأحد أن يمحوها من ذاكرتنا، فماذا منحتنا غير الانكسار والهزائم؟
إنه الحب الأعمى، ولأنه كذلك تسابق بعض العرب لخيانة العروبة كما يخونون زوجاتهم، ومع ذلك حملوها كل مصائبهم وتطبيعهم وارتهانهم للأجنبي الذي أصبح عندهم أخاً أكثر من الشقيق. آه يا غزة وياطيور الطايرة، وياعروبتنا التائهة.