محمد البيرق:
ستّ سنواتٍ من الحرب الكونية على سورية مرّت، ومازالت الرؤية السورية حتى اللحظة واحدةً، تكسر قاعدة السكّتين الحديديتين، وتضيف سكةً استناديةً ثالثةً لطريق تنشد فيه إنهاء الحرب الظالمة عليها، وعودة الأمن والأمان للجغرافيا السورية كلّها.
أولى هذه السكك: محاربة الإرهاب، وثانيها: المشاركة في كل المحادثات، التي من شأنها صناعة حلّ سياسي للأزمة في سورية قابل للحياة.
وأمّا ثالثها فهي تفعيل المصالحات، لأن حياة الشعب السوري واقتصاده ورفع المستوى المعيشي له أهمّ التزامات الجمهورية العربية السورية، سواء دارت عجلة أيّ محادثات أو توقفت، لأن ثمة مَنْ لا يريد حلاً، ويثابر على لعب دور «المشخّصاتي» السياسي، وهو الداعم الأبرز للإرهاب، وحتى اليوم لم تجرؤ مصالحه على عدّ «داعش» و«النصرة» أكبر «الأخطار» التي تدهم العالم، مادامت من مخرجاتها «فصائل مسلحة» أقلقت الاستخبارات التي أنشأتها، ويمكن لها أن تضع العصي في عجلات أي اتفاق، لما تملكه من مالٍ وسلاح على الأرض السورية.
وما إعلان الحكومة السورية تأييدها لمذكرة مناطق تخفيف التوتر التي تمّ الاتفاق عليها في العاصمة الكازاخية إلا إيمانٌ منها بأن ذلك يسهم في ترسيخ نظام وقف الأعمال القتالية، ويشكّل خطوةً من أجل التحضير لحوار حقيقي والخروج بحلّ سياسي للأزمة.
وتعمل الحكومة السورية وحلفاؤها لدفع داعمي الإرهاب للفصل بين مستويات الإرهابيين والقضاء على تنظيمي «داعش» و«النصرة» ومن يتبعهما في العقيدة التكفيرية ذاتها، بما يشتت قواهم ويضعفهم، حيث لا يكون هناك دعم بالسلاح، ولا تجنيد في الصفوف، ولا مرتزقة يعبرون الحدود بعد، ولا طائرات حربية أمريكية، ولا طائرات من يحالفهم ستحلّق فوق هذه الأجواء، وهذا ما أكده مبعوث الرئيس الروسي إلى سورية ألكسندر لافرنتيف.
الجحيم بات فارغاً، والأوغاد كلّهم هنا «شكسبير» تحت لحظ المؤسسة العسكرية السورية التي أفشلت مخططات العديد من الدول الأعداء، ولاسيما أمريكا اللعوب التي تعاني الضربات المستمرة والموجعة الموجّهة لإرهابييها في الميدان.. وهاهي تلوك أوراقها وريق حديثها يشبه ما قاله أبو دحيّة الشيخ المزعوم حين قصّ:
إن اسم الذئب الذي أكل يوسف كان هملاج.
فقيل له: ولكن يوسف لم يأكله الذئب يا مولانا.
فقال: فهو إذاً اسم الذئب الذي لم يأكل يوسف!!
وأما الدولة السورية فهي مصممة على الالتزام بكلّ الاتفاقات التي تكون طرفاً فيها، وفي الوقت نفسه عازمة على المضي قدماً في محاربة الإرهاب بمختلف مسمّياته حتى القضاء عليه، وهذا موقف مبدئي وثابت لدى حلفائها أيضاً.